التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مسائل متنوعة

اثبت كالجبال الرواسخ... ولا تعصف بك الفتن

اثبت كالجبال الرواسخ... ولا تعصف بك الفتن حينما تعصف بك الفتن، وتختلط عليك الأمور، وتؤثر فيك إشاعات الدجاجلة، فصم أذنك عن الجميع، ولا تسمع إلى لقول الذي لا ينطق عن الهوى، الصادق المصدق، سيد الخليقة مولانا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهو يقول لك كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، (3/ 1525) عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» خرج الإمام مسلم هذا الحديث في باب (قَوْلِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ»). وذكر فيه (9) أحاديث كلهم يدور في معنى واحد، وكان ختم هذا الباب بهذا الحديث الذي ذكرته آنفا. هذه الأحاديث التسعة تنطبق على تماما على خير جنود الأرض -والخيرية على المجموع-، جنود أرض الكنانة مصر. وهذا ما أكده الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى-: ففي "شرح السيوطي على مسلم" (4/ 514): قلت: لا يبعد أن يراد بال...

كيف تكون المواجهة الفكرية للفرق المنحرفة؟

كيف تكون المواجهة الفكرية للفرق المنحرفة؟ الأفكار المنحرفة عن أصول الدين وثوابته ليست وليدة العصر، بل هي قديمة من قرون، وقد كان من أوائل هذه الأفكار (فكر الخوارج)، وفكر الخوارج بدأت جزورة في حياة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ظهر هذا الفكر كتنظيم له أصوله وأفكاره في عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-، وقد واجههم سيدنا الكرار بالفكر والسيف، واجههم بالفكر حينما كانوا في عزلة لا يحملون السلاح ضد الدولة، وقد أرسل إليهم حبر الأمة وترجمان القرآن سيدنا عبد الله بن عباس، وكان من وصية سيدنا الكرار له أن يحاججهم ويناظرهم بالسنة النبوية الشريفة ولا يحاججهم بالقرآن، وباب مدينة العلم يضع لكل من يأتي بعده قاعدة في غاية الدقة وخاية الروعة. باب مدينة العلم سيدنا الكرار يعلمنا أن السنة النبوية الشريفة هي الشارحة والمبينة للقرآن الكريم، والقرآن حمال أوجه، كل واحد يستطيع أن يتأول كتاب الله على غير الحق وما بعد الحق إلا الضلال. من هنا عرف أعداء الإسلام أن السنة الشريفة حصن حصين، ومن هدم هذا الحصن يستطيع بسهولة أن يتلاعب في فهم القرآن على حسب هواه دون قيد أو منهج....

البخاري (مش) معصوم... وعلاقتها بالثورات

البخاري (مش) معصوم... وعلاقتها بالثورات نعم قد تستغرب هذا العنوان، وتظن كل الظن أنه لا علاقة بين الجملتين من أي وجه، ما علاقة البخاري بالثورات التي دمرت دول المسلمين، وحولتهم إلى جمتمعات متنافرة، يذبح بعضهم بعضا. في الحقيقة جملة (البخاري مش معصوم) هذه الكلمة التي بدأنا نسمعها من قبل الثورات التي خربت دول إلاسلام بزعم (الظلم والإصلاح) تركزت عندنا في بؤرة اللاشعور، هذه الكلمة كالبذرة تنبت وتتفرع لأفرع كثيرة في (المخ) وتصير هذه الكلمة حاكمة على كثير من التصرفات عند من انقاد لفلسفة البرمجة (اللغوية). البخاري (مش معصوم) كلمة حق أريد بها باطل، تماما كما قال الخوارج الأول (لا حكم إلا لله) وركزوها وكرروها على الناس ففتتوا بها جيش سيدنا الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يعني هذه الكلمة عملت (انقسام) في الجيش، بل وخلخلة في الثقة في (القائد الأعلى) للجيش وخليفة المسلمين, تخيل يا مسلم (لا حكم إلا لله) أربع كلمات عملت انقسام في الجيش، ونزعت الثقة من أعلى رأس في الدولة، وصورت لكثير من الناس أن رأس الدولة (الخليفة) يتلاعب بأحكام الشريعة ويخالف القرآن والسنة، وفي نهاية المطاف كان...

تعامل العارفين مع الجماد والحيوان

تعامل العارفين مع الجماد والحيوان وسمعت سيدي عليا الخواص -رحمه الله- يقول : من شروط من تخلق بالرحمة على العالم أن يعامل الجماد معاملة الحي فيمسك كوز الماء مثلا ويضعه برفق وشفقة خوفا أن يتألم من الوضع. قال : وقد وضعت الكوز مرة بعنف فقال : آهـ فمن ذلك اليوم وأنا أضعه برفق. وكان -رضى الله عنه- يملأ قعاوي الكلاب ويقول : إنهم مساكين لا يقدرون يملؤون من البئر إذا عطشوا ويمنعهم الناس من دخول دورهم ومن الشرب من حيضان دوابهم خوف التنجيس. وكان يرسل بعض تلامذته إلى المذبح فيأتي بشعث اللحم وبالطحال ونحوهما للقطط كل يوم ويقول : إن غالب الناس اليوم لا يطعم قطة الدار شيئا وإنما تخطف كلما قدرت عليه إذا جاعت على رغم أنفه. وكان يتفقد النمل الذي في شقوق الدار ويضع له الدقيق ولباب الخبز على باب جحره ويقول : يمنعهم من الانتشار لأجل القوت فإن النملة إذا جاعت خرجت تطلب رزقها ضرورة وعرضت نفسها لوقوع حافر أو قدم عليها فتموت أو تنكسر رجلها فإذا وجدت ما تأكل على باب جحرها استغنت عن الخروج. وقد تقدم في هذه العهود أن سيدي أحمد بن الرفاعي وجد بأم عبيدة كلبا أجرب أبرص أجذم عافته نفوس ...

كيف كنت عند زيارة سيدنا رسول الله؟

كيف كنت عند زيارة سيدنا رسول الله؟ إن من أصعب المواقف التي مرت علي في حياتي، والتي زادت فيها سرعات دقات قلبي، وسرت قشعريرة في جسدي من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي، واختلطت علي فيها مشاعر الفرحة العارمة مع الحزن العميق، ولا أدري كيف جُمع في قلبي الفرح مع الحزن في هذا الموقف، موقف كأن الزمن توقف فيه، وفي نفس الوقت يرجع بسرعة هائلة إلى الوراء حيث طيبة الطيبة في العهد المحمدي. هذا الموقف هو دخولي إلى زيارة سيد الخليقة ومعدن الشريعة والحقيقة، السيد السند روح جسد الكونين وبرزخ البحرين، وجد السبطين، موقف ترى كل حياتك وذكرياتك بحلوها ومرها تمر أمام عينيك وكأنك تشهدها رأي العين. موقف يعجز اللسان أن يترجم ما في مكنون الفؤاد من محبة عميقة لهذا النبي العظيم الذي غير مجرى التاريخ، وبث في القلوب أنوارا علوية ممزوجة بأنوار محمدية، وحول مجرى القلوب وصنع الرجال. في هذا المواقف تزاحمت الخواطر وهجمت عليَّ صنوف المشاعر، ماذا أقول؟ وكيف أواجه الحضرة الشريفة؟ أأدخل على الحضرة الشريفة من باب ذلي وتقصيري ؟ أم أدخل من باب حنو الوالد على ولده؟ أم أدخل من باب الرحمة الشاملة والمنة المتكاملة؟ ...

(2) صناعة الكيانات الموازية

(2) صناعة الكيانات الموازية (التنوير) وما أدراك ما (التنوير) فهو كيان من أشد الكيانات الموازية لضرب منهجية وعالمية الأزهر الشريف، وتحجيم علماء الأزهر، وسحب البساط من تحت أرجلهم، وقد كانت معارك (التنويرين) مع الأزهر الشريف من أخس المعارك العلمية، حيث إنهم استخدموا كل السوائل للطعن في الأزهر الشريف. من خلال الكتب والمجلات بل من خلال التمثيل في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، ومن خلال الرواية والقصة. بدأت هذه الحرب على أشدها إبان الحملة الفرنسية على مصر وبعدها، وأول هذه المعارك بدت وكأنها دعوة للتطوير والتجديد في نظام التعليم وأساليب التلقي وتصنيف الكتب، فعمد التنويريون إلى هدم الكتب العلمية التي كانت تدرس آن ذاك، والطعن فيها ومحاربة من يقوم على شرحها لطلبة العلم، بحجة محاربة الحواشي التي وضعها أفذاذ العلماء وكبار الأمناء على الشرع الشريف، وأن هذه الحواشي هي السبب الرئيس في تخلف الأمة عن ركب الثورة الصناعية التي قامت في الغرب، والأصل أن هذه الحرب كانت تمهيدا لفصل الدين عن الحياة كما فعلت أوربا. وقام رواد هذا الكيان بالدعوة لتفسير جديد لكتاب الله يواكب الثورة ...

صناعة الكيانات الموازية

(1) صناعة الكيانات الموازية لو كان هناك مدرسة علمية ضاربة في جذور التاريخ ذات منهج علمي معروف مثل الأزهر الشريف الذي حفظ الله به الدين، وجعله حصنا حصينا لمورايث النبوة، كتابا وسنة وفقها وتزكية، فإن أردت أن تفتت هذه المدرسة العريقة فما عليك إلا أن تكون كيانات موازية ذات مناهج معرفية مختلفة، وأنماط منهجية بحثية مغايرة، وبث هذه الكيانات في الدولة التي تحتضن الأزهر الشريف، وباستخدام سياسة النفس الطويل فبعد زمن سيظهر في المجتمع مناهج مختلفة ومعارك علمية،  ومدافعات ومناظرات ومؤلفات، والنتيجة تفتيت الوحدة الجمعية القوية المتمثلة في المنهج الرصين الموروث في الأزهر الشريف. كانت تلك مقدمة مختصرة جدا: كان الأزهر قبل مجيء الحملة الفرنسية ذو طريقة فريدة في التعليم، منهجية صارمة في الحفاظ على الثوابت المتوارثة. ولو ظهر أي عالم أو طالب علم يغاير هذه المنهجية، كان يحقق معه بل (يجرس) ويمنع، وقد يحبسه القاضي. ليس هذا وقفا للتجديد والتطور أبدا، بل المنهجية الأزهرية أصولها التي بنيت عليها متطورة ومتجددة، لكن التطوير والتجديد يكون على أسس معرفية منهجية واضحة وبينة، أما التطوير وا...

أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة

أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة هذا قول الصادق -صلى الله عليه وآله وسلم-، وفيه إشارة إلى أن مصر مستهدفة من العدو، سواء كان العدو يريد أن يحتل مصر ويخضعها له عسكريا عبر حروب، أو يحتل مصر فكريا عبر ثقافات ومذاهب وفرق منحرفة. وفيه إشارة إلى أن مصر في رباط ضد هذا العدو الذي يحمل السلاح أو يجيش الجيوش، وهي في رباط ضد الفرق المنحرفة الوافدة على مصر سواء من الشرق أو من الغرب. نعم. الحرب سجال، والأيام دول، مرة نضعف فننهزم ونحتل عسكريا أو فكريا، لكن القاريء في التاريخ المصري، يعلم أننا قد نمرض ونهزم لكن سرعان ما يستعيد المصري الأصيل وتظهر فيه الخيرية التي بشر بها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فيظهر رجل واحد رجل واحد يلقى الله -تعالى- محبة الناس له في قلوبهم، يقفون معه ضد كل احتلال فتستفيق مصر من غفوتها، وتكون ملأ السمع والبصر، وتصير حديث العالم كله. فهي كما قال العارفون عنها: كرسي الوقت. جيشها العظيم خاض حروبا عسكرية ضارية، فهو الذي أوقف زحف التتار الذين كادوا يملكون الكرة الأرضية كلها، هذه الجيوش الجرارة والأسلحة التي كانوا يملكونها ساعتها والتي لا يملكها غيرهم وال...

عقيدة الإمام الشافعي في الصحابة وآل البيت

عقيدة الإمام الشافعي في الصحابة وآل البيت اتهم الخوارج قديما الإمام الشافعي –رضي الله عنه- بالتشيع الرافضي، لما اشتهر عنه -رضي الله عنه- حبه الشديد لأهل البيت -عليهم السلام ورضي الله عنهم-، وتلقف هذه الفرية التي افتراها الخوارج قديما أناس في عصرنا ممن انتسبوا للسادة الصوفية، ولبسوا على متبعيهم، وأشاعوا أن الإمام الشافعي -رضي الله عنه- كان شيعيا بل وكان على مذهب أهل التقية في إخفاء تشيعه، ونسبوا إليه رواية باطلة في ذلك أبطلناها في مقال سابق. وهكذا الشيعة وأذنابهم دينهم وديدنهم الكذب على أهل البيت وعلى كبار العلماء، حتى يستقطبوا الأتباع، وخاصة العوام الذين لا حظ لهم من علوم أهل السنة. لكن هيهات فإن الإمام الشافعي -رضي الله عنه ونفعنا بحبه وبعلومه- ممن جمع في قلبه تعظيم أهل البيت ومعرفة حقوقهم، وتعظيم الصحابة ومعرفة حقوقهم، من غير غلو ولا تفريط، وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة. فأهل السنة بعيدون عن غلو الشيعة في أهل البيت، وغلو الخوارج في عدائهم لأهل البيت: وقد أردت هنا أن أسوق إليك نصوص الإمام الشافعي تبرئة لعرضه، ودفعا لهذه الفرية عنه، وتبيينا لكذب الخوارج والشيعة الجدد عليه...

كيف تحارب الكذب على سيدنا رسول الله

كيف تحارب الكذب على سيدنا رسول الله؟ كل مسلم لا شك أنه لا يحب الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا يحب من أحد أن يكذب على نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-. ووسائل التواصل الاجتماعي بل شبكة الأنترنت عموما صارت هذه الاختراعات من أكبر الوسائل التي تنشر الأحاديث المكذوبة على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكلكم فيما أظن يعاني من كثرة الرسائل على الواتس والماسينجر بل وعلى الصفحات من هذا الكم الرهيب من الأحاديث المختلقة المكذوبة على سيدنا رسول الله -صلى الله  عليه وآله وسلم-. وهو بحق شيء مؤلم وثقيل ويحزن القلب. ومن أجل ذلك لا يجوز شرعا، نشر حديث ولا ترويجه عبر وسائل الاتصالات ولا بأي طريقة من الطرق بدون معرفة درجة صحة الحديث. فربما يقع من ينشر ويروج الحديث المكذوب المختلق في الوعيد الشديد، وبنشره ينقض في عرى الإسلام وهو لا يدري، وخاصة أن في عصرنا وعصر من قبلنا هناك أعداء للدين زنادقة يخترعون الأحاديث وينسبونها لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. لكن كان من قبلنا الغالب في الثقافة العامة للمسلمين التثبت من الأخبار لأن كثيرا من الناس كانوا يتحاشون الكذب...

تهرب السعادة عند اختلاط الأصوات والتعب.

تهرب السعادة عند اختلاط الأصوات والتعب. جاء في "صحيح البخاري" (5/ 39) قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «بَشَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَدِيجَةَ؟» قَالَ: نَعَمْ «بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ» * القصب: الدر المجوف * الصخب: اختلاط الأصوات. * النصب: التعب. اختلاط الأصوات دليل على التنازع، والخلاف، وعدم الاتفاق، والتنازع والاختلاف وعدم الاتفاق، دليل على عدم الرحمة في القلب. فالرحمة تثمر المودة والمودة تثمر السكينة. والتعب، ضد الراحة، والراحة ثمرة الرحمة، والرحمة على قدر شرح الصدر بالأنوار الربانية، فعلى قدر الرحمة في القلب يكون اتساع الصدر، ولذلك كان نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- أو سع الناس صدرا، لأنه رحمة الله للعالمين، وقد من الله -تعالى- عليه فقال: {ألم نشرح لك صدرك}. من هذا: لما كانت سيدتنا السيدة الجليلة أمنا خديجة -رضي الله عنها- تحققت بالرحمة في قلبها فقد حولت بيتها إلى سكينة ومودة وراحة لا تسمع صخبا، ولا تشاهد نصبا، فالرحمة لا يكون معها الصخب ولا التعب. فكان الجزاء أن يكو...

أشرف الأنساب وأعلاها

أشرف الأنساب وأعلاها وأرقاها وأسماها، هو النسب المتصل بسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وشرف النسب منة ومحض فضل وعطاء من الله. والأنساب لها حرمتها شرعا وتحقيقا، أما من الناحية الشرع الشريف، فمن مقاصد الشريعة (حفظ النسب)، وقد حرم الله -تعالى- كل ما يهد ويخرب هذا المقصد، حتى حرم التبني وحرم الزنا، وحرم القذف، حفاظا على هذا المقصد الشرعي العظيم. أما من ناحية الحقيقة فكل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سبب ونسب سيدنا رسول الله. وما من بطن من بطون العرب إلا وله وصلة بنسب م ن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قريبا أو بعيدا، قال الله -تعالى-: { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]. قال حبر الأمة وترجمان القرآن سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لم يكن بطن من بطون قريش إلا وبين رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وبينهم قرابة). ومن لم يكن له النسب الجسدي فكل مسلم له نسب السبب وهو الإسلام. وهو الحسب العظيم، ومن دعاء القطب سيدي عبد السلام بن مشيش، (اللهم ألحقني بنسبه وحققني بحسبه). حينما أراد سيدنا -صلى الله عليه وآله و...

نحن في خطر.... استعادة الهوية الأخلاقية

نحن في خطر.... استعادة الهوية الأخلاقية الهُوية في الأصل هي حقيقة الشيء. واستعمل مصطلح الوهية ليعبر عن سمات معينة يشترك فيها الأفراد أو المجتمع. الهوية أو السمات مكون رئيسي من مكونات الحضارات قديما وحديثا. تتشكل الهوية بعوامل كثيرة منها عوامل بيئية وعوامل أخلاقية، والعوامل الأخلاقية قد تكون ناتجة عن الأديان والمذاهب والملل، أو تكون ناتجة عن خليط بين البيئة وقوانين وضعية. أنا هنا سأعرج على الهوية من حيث المنبع الخلقي المستمد من خاتم الأديان وهو دين الإسلام. الجزيرة العربية كانت لها سمات تميزها عن شعوب الأرض منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح، قد كانت هناك مكارم أخلاق، لما جاء النور المحمدي حض على التمسك بها، ونهى عن أخلاق قبيحة نتجت عن عوامل عدة منها طبيعة الجزيرة العربية الجغرافي ومنها عوامل راجعة للعصبية القبلية ومظاهر الفخر في الأنساب والأصول. جاء الإسلام بأسمى آيات الخلق، وأعلى مكارم الأخلاق، هذه الأخلاق تشكل الجزء الأكبر في الشريعة الإسلامية، خلق ينظم التعامل بين الأفراد، وبين القبائل وبين الشعوب على مستوياتهم، أخلاق قمة في العدل والإنصاف والرقي الحضاري. وقد حث نبينا -صلى ا...

ضبط كلمة... الشاذلي

فائدة: ضبط كلمة (الشاذلي). ورد في ضبط كلمة (الشاذلي) روايات ثلاث: فقد ذكر صاحب (تاج العروس) أن أصلها (شادل) بدال مكسورة، ففي "تاج العروس" (29/ 252): وشَادِلَةُ، بِهَاءٍ: ة بالمَغْرِب، قُرْبَ تُونُسَ، كَما فِي لَطَائِفِ المِنَنِ، أَو هِيَ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، قالَ شيخُنا: وَقد أنْكَرُوهُ وتَعَقَّبُوهُ. وعندنا أهل الصعيد في قنا وأسوان في الغالب ينطقونها (بالدال) الساكنة وقليل من ينطقها بالكسر. من هنا فكلمة (الشاذلي) تنطق بالدال المكسورة، أو بالذال المعجمة المكسورة. (الشَّادِلي) و (الشَّاذِلي). وذكر صاحب تاج العروس أيضا رواية بضم (الذال) فقال: تاج العروس (29/ 253) قالَ شَيخُنا: ومِنَ العَجائِبِ مَا نَقَلهُ شيخُنا الإِمامُ العارِفُ الجامِعُ أَبُو العَبَّاسِ سَيِّدي أحمدُ بنُ ناصِرٍ، فِي رِحْلَتِهِ، عَن كِتابِ الأَذْكَارِ لِلْمَقْرِيزِيِّ، أنَّ الشَّاذُلِيَّ، بِضَمِّ الذَّالِ المُعْجَمَةِ، قالَ: وكَتَبْتُهُ لأَنَّا لَا نَنْطِقُ بِهِ إلاَّ بِكَسْرِ الذَّالِ. وصحح هذه الرواية صاحب (تاج العروس) فقال: (قلتُ: ليسَ هَذَا بِعَجِيبٍ، فقد وَرَدَ أنَّهُ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَن...

الوهابية والشيعة

نعم.... سرق الوهابية مصطلح (أهل السنة والجماعة) خلال عقود مرت، حتى صار العامي في بلادنا يطلق على الوهابي (فلان السني)، وما سرق هذا المصطلح إلا لحالة الركود والسكوت إما خوفا من تشنيعات الوهابية، أو ضعف في نشر عقائد أهل السنة والجماعة، وهكذا... ومن عدة سنوات مضت يريد الشيعة في مصر سرقت (حب آل البيت عليهم السلام) زاعمين أنهم هم المدافعون عنهم وهم كذبة.... يريدون سرقة حب أهل البيت من أهل التصوف، حتى انخدع بهم للأسف ثلة منهم وظنوا أن أهل التصوف الأقطاب الكبار لا يدافعون عن حرمة أه ل البيت -رضي الله عنهم- ضد هجمات أعداء أهل البيت وخاصة من بعض الوهابية. هذه السرقات تتم أمام أعيننا، يوهمون الناس السذج أن أهل الطريق لا يحبون أهل البيت حين يقفون أمام آلتهم الإعلامية عبر مواقع التواصل وشبكات الأنترنت في صد هجماتهم على أصحاب سيدنا رسول الله. طبعا والاتهام جاهز إذا وقفت ضدهم وفضحت شبهاتهم ستكون من (النواصب) ويسلطون عليك غلمانهم لإرهابك وإسكاتك. ومن هنا أقول: إن أهل التصوف الحق هم خلاصة أهل السنة والجماعة، وهم أعظم الناس حبا لأهل البيت ومعرفة حقوقهم، وفي تفس الوقت هم أعظم الناس أدبا مع أصحاب س...

التنمية البشرية

التنمية البشرية موسوعة إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الغزالي أعظم موسوعة علمية إسلامية في التنمية البشرية وصناعة إنسان مسلم، لأن هذه الموسوعة القيمة تهتم بالعقيدة والفقه والتزكية، وهي موجة للعلماء والعوام، فإذا أراد العالم أن يعرف أين موضع قدمه فما عليه إلا أن يطالع هذه الموسوعة، فلن يخرج منها إلا بمعرفة نفسه هل هو من علماء الدنيا، أم من علماء الآخرة، هل هو ممن يتاجر بالعلم، أم أن العلم حجة له يوم القيامة، هذه الموسوعة بحق كاشفة للنفس البشرية وأمراضها وكيفية علاجها، فلذلك اهت م الصالحون بهذه الموسوعة القيمة في معاهدهم العلمية، وأكثر من اهتم بها هم أرباب السلوك والتربية، فقد كان الإمام القطب الشاذلي -قدس الله سره- ممن يعرف لحجة الإسلام الغزالي قدره ومنزلته، وكان مهتما بهذا الكتاب اهتماما كبيرا، بل أوصى بهذا الكتاب، وأخبر أن هذا الكتاب المداومة على مطالعته يورث العلم. التنمية البشرية في موسوعة إحياء علوم الدين، منبعها القرآن والسنة، أما التنمية البشرية الغربية التي تسوق في بلاد المسلمين، فمنبعها ديانات وضعية بوذية على هندوسية على كونفوشيوسية، وهذه التنمية البشرية على النمط الغرب...