التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف عقيدة أهل السنة

تبسيط أصول الدين - أقسام الحكم

أقسام الحكم تعرفنا سابقا على الحكم العقلي، وتعرفنا على أقسامه وهي الوجوب والاستحالة والإمكان، وتعرفنا على المحكوم عليه وهو إمكان وجود معلوم معين، وتعرفنا على أنه حكم مستفاد من العقل. وقلنا إنه توجد أحكام أخرى غير الحكم العقلي، وهي أربعة أنواع رئيسية بما فيها الحكم العقلي. ١- حكم الشرع: أي الحكم المستفاد من الشرع. ٢- حكم العقل: أي الحكم المستفاد من العقل. ٣- حكم العادة: أي الحكم المستفاد من العادة. ٤- حكم الوضع: أي الحكم المستفاد من اتفاق أهل صنعة أو فن معين بحسب وضعهم أي اتفاقهم واصطلاحهم. ولكل نوع منها مجاله الذي يعمل فيه ولا يجوز أن يعمل في غيره. فعلى سبيل المثال عرفنا أن مجال عمل الحكم العقلي هو الحكم على إمكان وجود معلوم معين. فما هو مجال عمل حكم الشرع وحكم العادة وحكم الوضع؟ ومعرفة مجال العمل لكل منها من الأهمية بمكان، لأن الخلط في مجال العمل يؤدي إلى الفوضى الفكرية التي نعيشها حاليا. ومعرفة مجال عمل كل نوع منها قد يساهم بشكل كبير بإذن الله في تصحيح المفاهيم. وفي المقالات القادمة بإذن الله نتعرف على كل نوع منها. تعرفنا سابقا على الحكم العقلي واليوم بإذن ا...

تبسيط أصول الدين - الوجود والعدم

الوجود والعدم عرفنا أن حقائق الأشياء ثابتة وأن العلم بها متحقق، خلافا للسفسطائية الذين أنكروا الحقائق وبالتالي أنكروا العلم. وعرفنا الفرق بين العلم القديم، الذي هو علم الله سبحانه وتعالى، وبين العلم الحادث المخلوق الذي هو علمنا نحن. والعلم يتعلق بالمعلوم تعلق انكشاف، أي أن العلم لا يؤثر في المعلوم. ويمكن تقسيم المعلوم باعتبارين: 1 - باعتبار الوجود أو العدم. 2 - باعتبار إمكانية الوجود. أما بالاعتبار الأول، فكل معلوم إما أن يكون موجودا وإما أن يكون معدوما، ولا واسطة بين الاثنين. وأما بالاعتبار الثاني، فإننا نقسم المعلوم من حيث إمكانية وجوده إلى ثلاثة أنواع: 1 - واجب الوجود. وهو المعلوم الذي لا يقبل العدم. فلا يتصور في العقل عدمه أصلا. 2 - مستحيل الوجود. وهو المعلوم الذي لا يقبل الوجود. فلا يتصور في العقل وجوده أصلا. 3 - ممكن الوجود. وهو المعلوم الذي يقبل الوجود ويقبل العدم لذاته. فيتصور في العقل وجوده كما يتصور في العقل عدمه.

حقائق الأشياء ثابتة والعلم بها متحقق خلافا للسفسطائية

حقائق الأشياء ثابتة والعلم بها متحقق خلافا للسفسطائية أول خطوة في التعلم هي الاعتراف بأن حقائق الأشياء ثابتة والعلم بها متحقق، خلافا للسفسطائية الذين أنكروا الحقائق. والسفسطائية قديما كانوا ثلاث فرق: 1- العندية، وهم الذين يقولون أن كل إنسان "عند" اعتقاده، فمن اعتقد أن الماء نار، فهي كذلك عنده، والعكس. 2-  العنادية، وهم الذين يقولون أنه لا توجد حقائق للأشياء أصلا وإنما هي خيالات كالتي ترى في المنام. 3-  اللا أدرية، وهم الذين يقولون في كل شيء "لا أدري". والسفسطائية قد عادوا في زماننا هذا تحت مسمى نسبية الحقائق، أي قولهم إن كل شيء نسبي، وأنه لا توجد حقائق مطلقة. وهذا الفكر يعتبر ردة حضارية يعيدنا إلى عصور ما قبل أرسطو. ويحمل لواء هذا الفكر في هذه الأيام العلمانيون الذين ينادون بما يسمى بالفكر المستنير. والحقيقة أن القول بنسبية الحقائق يسد باب العلم من بدايته، وذلك لأن إنكار الحقائق الثابتة للأشياء يؤدي إلى إنكار العلم بها أصلا. ولذلك، فنحن نسير هذه الأيام في طريق اللا علم، باسم التنوير والفكر المستنير، وهو في الحقيقة ارتداد حضاري إلى عصور الظل...

تبسيط أصول الدين - الْعِلْم الضَّرُورِيّ وَالْعِلْم النَّظِرَيِّ

الْعِلْم الضَّرُورِيّ وَالْعِلْم النَّظِرَيِّ  قَلّنَا سَابِقا أنّ حَقَائِق الْأَشْيَاء ثَابتة، وَالْعِلْم بِهَا وَالْعِلْم الَّذِي يَتَّصِف بِهِ الْإِنْسَان هُوَ عَلِم مَخْلُوق، أَيُّ حَادِث يَخْلُقهُ اللَّه -سُبْحَانهُ وَتُعَالَى- فِي الْإِنْسَان.   وَالْعِلْم الْمَخْلُوق نَوْعَانِ:  عُلِم ضَرُورِيّ:  وَهُوَ الْعَلْم بِدُونَ نَظَر، وَاِسْتِدْلَاَل، وَتَفْكِير، وَمُعَنى كَوْنهِ ضَرُورِيّ أَي:ّ أنّ الْإِنْسَان يَجِد نَفْسهُ مُضْطَرّا إِلَى ذَلِكَ الْعَلْم، بِحَيْثُ لَوْ حَاوَل أَنْ يَدْفَعهُ عَنْ نَفْسهُ فَلَنْ يَسْتَطِيع.  وَمَثَّال الْعِلْم الضَّرُورِيّ:  علْمنَا بِأَنَّ الْوَاحِد نَصِف الاثنين، فَهِي مَسْأَلَة بَديهِيَّة لَا تَحْتَاج إِلَى نَظَر، وَلَا إِلَى اِسْتِدْلَاَل، وَلَا إِلَى تَفْكِير، وَإِذَا مَا حَاوَلْنَا أَنْ نقْع أَنَفْسنَا بِغَيْر ذَلِكَ فَلَنْ نَسْتَطِيع فَهِي مِنْ الْعِلْم الضَّرُورِيّ الَّذِي نَجِد أَنَفْسنَا مُضْطَرِّينَ إِلَيهُ بِحَيْثُ لَوْ حَاوَلْنَا أَنْ نَدْفَعهُ عَنْ أَنَفْسنَا فَلَنْ نَسْتَطِيع.  عُلِم...

تبسيط أصول الدين - معرفة بعض المصطلحات

معرفة بعض المصطلحات  العلم، والظن، والشك، والوهم، والجهل البسيط، والجهل المركب، والتقليد. العلم هو: الإدراك الجازم المطابق للواقع الناشئ عن دليل. ومرفق مع المقالة صورة توضيحية لتعريف العلم، والجهل البسيط، والجهل المركب، والظن والشك، والوهم، والتقليد. وللاعتياد على طريقة كلام العلماء سنشرح الموجود في الصورة بالألفاظ كما يشرحه العلماء في مؤلفاتهم كما يلي. الإدراك إما موجود أو لا. فإن لم يكن موجودا فهو جهل بسيط، وإن كان موجودا فإما أن يكون جازما أو لا، فإن لم يكن جازما فإما أن يكون هناك مزية لأحد الأمرين المتردد بينهما أو لا، فإن لم توجد مزية فشك، وإن وجدت مزية فإما نرجح أقوى الطرفين أو لا، فإن لم يرجح الأقوى فوهم، وإن رجح الأقوى فظن. وإن كان الإدراك جازما فإما أن يكون مطابقا للواقع أو لا، فإن لم يكن مطابقا للواقع فهو جهل مركب، وإن كان مطابقا للواقع فإما أن يكون ناشئا عن دليل أو لا، فإن لم يكن ناشئا عن دليل فهو تقليد وإن كان ناشئا عن دليل فهو علم.

تبسيط أصول الدين - التعريف بعلم أصول الدين

تبسيط أصول الدين التعريف بعلم أصول الدين نحن كمسلمين نؤمن بالله -سبحانه وتعالى- ونؤمن بأنبياء الله -سبحانه وتعالى- ونؤمن بسيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم - ونؤمن بأن القرآن الكريم من عند الله -سبحانه وتعالى-، وليس عندنا شك في ذلك أبدا والحمد لله رب العالمين، ونحن نحمد الله -سبحانه وتعالى- أن جعلنا مسلمين، وأن جعلنا نعيش بين المسلمين، فالحمد لله على نعمه وجوده وفضله ومنه وكرمه. ولكن غيرنا لا يؤمن بما نؤمن به، والبعض منهم يلقي إلينا الشبهات في كل يوم لتشكيكنا في ديننا، وللأسف الشديد يوجد بيننا من يتلقف هذه الشبهات وينشرها، كما يوجد بيننا فرق منحرفة من المسلمين ساهموا بشكل كبير في تشويه ديننا الحنيف، حتى تسببوا في تشكيك بعض المسلمين في دينهم ورأينا موجة من الإلحاد تجتاح بلاد المسلمين، فصرنا وللأسف الشديد نعيش في عصر مليء بالفتن والشبهات. وليست هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الوضع في التاريخ، فقد تكرر هذا الأمر في التاريخ مرارا، وبدأ بعد انتقال الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وفي أثناء عصر الخلفاء الراشدين مع ظهور الفرق الإسلامية. وظل أهل السنة والجماعة هم الح...

تبسيط أصول الدين - من هم أهل السُّنة والجماعة؟

من هم أهل السُّنة والجماعة؟ العشوائية الفكرية تسببت في ظهور الإخوان، والسلفيين، والدواعش، والعلمانيين، والمتشيعة، والمتفلسفة، وغيرهم الكثير. وحل هذه العشوائية موجود بالفعل، ولا يحتاج إلى اختراع مناهج علمية جديدة. والحل يكمن في دراسة علوم أهل السنة والجماعة وهي كما يلي: ١- العقيدة السنية الأشعرية، أوالماتريدية، التي هي عقيدة السلف الصالح والخلف الناجح. ٢- الفقه السني، الحنفي، أو المالكين أو الشافعي، أو الحنبلي. ٣- التصوف السني الجنيدي. وهذا هو طريق أهل السنة والجماعة، خلافا لجميع الفرق المنحرفة. أما القول بأنَّ هؤلاء قد ضلوا عبر العصور والقرون، كما يقول الوهابية بدعوى اتباع السلف، أو كما يفعل البعض هذه الأيام بدعوى التقدم أو الحضارة، أو اتباع أهل البيت، أو غيرها من الدعاوى، فهذه المسالك كلها غير صحيحة بالمرة. أما اتباع السلف فالمنهج المذكور عاليه منقول بالإسناد المتصل عبر العصور والقرون إلى السلف، وإلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، خلافا للحشوية، والمجسمة، الذين ادعوا اتباع السلف -رضي الله عنهم-. وأما اتباع أهل البيت، فأهل البيت وعلماؤهم على مر العص...

تبسيط أصول الدين - المقدمة

مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم علوم أهل السنة والجماعة من عقيدة وفقه وتصوف وغيرها قد خدمت وحققت عن طريق آلاف العلماء عبر مئات السنين، ووضعوا لهذه العلوم منهجا علميا متكاملا، بحيث أن من تعلم هذا المنهج العلمي استطاع فهم مسائل الدين فهما سليما منضبطا، وصار عنده من الملكة والفهم والفكر السليم ما يؤهله للاجتهاد واستنباط الأحكام في النوازل والمسائل الجديدة في علوم الدين والدنيا. وللأسف الشديد ظهرت في السنوات الأخيرة موضات تركت علوم أهل السنة والجماعة، وسعى أصحابها إلى اختراع منهج جديد، ومن هذه الموضات الوهابية، كما ظهرت موضات جديدة تتجه نحو التشيع أو التفلسف أو الاعتزال أو غيرها، ومنها ما ادعى لنفسه أنه الأولى بمذهب أهل السنة، ومنها ما ادعى انحراف أهل السنة عبر القرون. والحقيقة أن بناء منهج جديد لهو مسلك غير صحيح، فأنى لأصحاب هذا المنهج الجديد بناء هذا المنهج في غضون سنوات قليلة، وإذا قورن بمنهج قد خدم على مدى قرون طويلة فلن يكون هناك وجه للمقارنة أصلا. والحقيقة أيضا أننا لسنا بحاجة لمنهج جديد، وإنما نحتاج بشدة للعناية بمنهج أهل السنة المتكامل المتماسك المخدوم الذي سار عليه ...