التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الحِكمةُ في الأفعال

الحِكمةُ في الأفعال حِكمةُ الأفعالِ: الفِعلُ هو: ما يَترُكُ أثراً بالمَفعولِ بهِ –إيجاباً أو سلباً –هدايةً أو ضَلالاً –تَعمِيراً أو تخْريباً –رحمةً أو عنفاً، وهَذه الأفعالُ مصْدرُها (نيةٌ، وهِمةٌ، وعَزيمَةٌ)، ووجودُ المعطياتِ لهُم. والحِكمةُ هي: الضابطُ للنيَّةِ، وهى المُراقبُ للتصرُّفِ، وهى الإعانةُ لتحقيقِ الرَّغبةِ، أو الهدفِ لتُحقق سعادةٍ للمرْءِ في حياتِهِ قبل مماتِهِ. وحِكمةُ الأفعالِ: تحتاجُ إلى مَعْرفةِ الفِعْل، وحالِهِ، ومداخِلِهِ، ومخارجِهِ، وعواقِبِهِ، وثِمَارِه، ليَجْنِى المَرْءُ ثمَرَةَ ما يَبغيهِ وينفعُ به نفسَهُ وغيرَهُ، ولذا يصلُ إلى مقامِ الصالحينَ الذين صَلُحت أفْعالُهُمْ، وتَرَكَتْ أثَراً مُبَارَكاً فِي ذَوِيهِمْ ومُجالِسِيهِمْ وأهْلِ صُحْبَتِهمْ. وحِكمةُ الأفْعالِ: هي الموجِّهُ الأمينُ لأصْحَابِ الرِّسَالاتِ الدِّينِيَّةِ والحَيَاتِيَّةِ، لأنه اسْتَعْمَرَ الخَلْقَ أرضَهُ ليُعَمِّرُوها، وبعثَ فيهِمْ رُسُلَهُ لينَظِّمُوهَا، ويَتَعَامَلُوا معها بِمُرَادِ اللهِ لا بِمُرَادِهِمْ، لأنَّ مرادَ اللهِ تعالى هو مَصْدَرُ الحِكمةِ وموضِعُ الهدايَةِ وسبيلُ الوصُو...

من إشراقات العارف بالله الشيخ محمد المهدي عبد الله

 من إشراقات العارف بالله الشيخ محمد المهدي عبد الله   أوصاني شيخي السيد محمد المهدي عبد الله -قدس الله سره_ فقال: يا ولدي: * إن الإنسان في الوجود لا يذكر إلا بذكر الله له. * كم من أناس ذكروا في أزمانهم ثمَّ أنسى الله الزَّمان أسمائهم. * كم من أناس فقدهم النَّاس في أزمانهم، ذكرَّ الله الزمان بهم، وجعلهم سادة يقصدون عند الحوائج. * إذا أردت أن تُذكر، عليك بالمذكر الأعظم النَّبي الكريم سيد الوجود محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب -صلى الله عليه وآله وسلم- لتذكر بذكره. * ذكر الله هو: إقامتك في حضرة القدس تأنس بمناجاته. * إذا أردت أن تذكر الله، اذكر نعمته عليك. * إذا أردت نور المكاشفة، عليك بنشر ديوان المحاسبة. * إذا ذكرت الله عند حلاوة الطعوم، أيقظ الله عندك عزائم الأمور. * إذا ذكرت الله في القضاء، أذاقك الله حلاوة الرضا. * العلم نور، سراجه المحبة، والمحبة كالشجرة المباركة، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور. * العلماء مهابط الإلهام، وأدلاء على سبل السلام. * تذكر يوما عصيت الله فيه، فاجبره بدمع الندم. * إذا دعاك الشَّيطان إلى وليمة ال...

حزب البحر لسيدي أبي الحسن الشادلي -قدس الله سره-

من إشراقات العارف بالله الشيخ محمد المهدي عبد الله

النـــور الأســنى النور هو المعروف والغني عن التعريف وهو الذى لا تستغن عنه العين حينما تسعى إلى المحسوس موضعا، والملموس عقلا. وهو الذى ينشر الأمان، ويحقق السكينة والاطمئنان، ولا يستغن عنه كائن حي ولا جماد متحجر ليتميز عن غيره لوناً وشكلاً.  ومصادر هذا النور معروفة للناس عامة ولا داعى للحديث عنها. ولكن يجب أن نتعرف على النور الأسنى وهو: النور الوضاء الذى يزداد سطوعا وتلألؤا كلما اقترب العبد من ربه تشوقا إلى مناجاته، وتطلُعا إلى فضله وفيوضاته. وهذا النور هو الذى يرى به القلب، وتنظر به البصيرة في دقائق الأمور، ورقائق الحكم، وهو الذى يمنحه الله -سبحانه وتعالى- لمن شاء من عبادة اصطفاء لهم ليكون حاملا لسر البيان، وجوهر التبيان. وهو ما يسمى بالشرح الذى يستطيع العبد التلقي به عن ربه فقه خطابه، وبيان مراده. وهذا النور هو حياة القلوب وسراج العقول، ومداد الفحول. وهو البينة التي أرادها الله -سبحانه وتعال-ى في قوله –تعالى-:  { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِ...

العَارفِ بالله السَّيد محمَّد بن عبد الرحيم النُشَّابي الحسني

                                 العَارفِ بالله السَّيد محمَّد بن عبد الرحيم النُشَّابي الحسني هو العالم العلامة، والحبر الفهامة، مرشد السالكين، ومربي المريدين، سيدي محمد بن عبد الرحيم النشابي الحسني الشافعي الشاذلي الأحمدي الطنتدائي.  شريف حسني من جهة أبيه وحسيني من جهة أمه. وهو: محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوارث بن خليل بن علاء الدين بن إبراهيم بن جمال الدين بن محمد بن الأخضر بن داود بن أحمد بن محمد بن حسن بن محمد بن عبد الله أبي نشابة (سيدي عبد الله أبي نشابة ضريحه بالضهرية من قرى محافظة البحيرة وإليه تنسب الأسرة, وكان من أصحاب القطب الدسوقي) بن مرعي بن أحمد القناوي بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن يونس بن سلامة أبي الأنوار عن ترك بن سلامة الأواب بن إبراهيم بن علي بن محمد بن داود بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي ابن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود صلى الله عليه وسلم. ولد عام 1261هـ (1845م) وكان من أكبر علماء الأزهر وأ...

من درر وإشراقات السيد علي الخواص

من درر وإشراقات السيد علي الخواص وكان -رضي الله عنه- يقول: 1-   آفة العقل الحذر. 2-    وآفه الإيمان الإنكار. 3-    وآفة الإسلام العلل. 4-    وآفة العمل الملل. 5-    وآفة العلم النفس. 6-    وآفة الحال الأمن. 7-    وآفة العارف الظهور. 8-    وآفة العقل الجور. 9-    وآفة المحبة الشهوة. 10-   وآفة التواضع المذلة. 11-   وآفة الصبر الشكوى. 12-   وآفة التسليم التفريط. 13-   وآفة الغنى الطمع. 14-   وآفة العز البطر. 15-   وآفة الكرم السرف الزائد. 16-  وآفة البطالة الفقر. 17-   وآفة الكشف التكلم. 18-   وآفة الاتباع التأويل. 19-  وآفة الأدب التفسير. 20-   وآفة الصحبة المنازعة. 21-  وآفة الفهم الجدال. 22-   وآفة المريد التسلل على المقامات. 23-   وآفة الانتفاع التسلق. 24-   وآفة الفتح الالتفات. 25-  وآفة الفقيه الكشف. 26-   وآفة المسلك الوهم. 27-   وآفة الدنيا شدة ال...

من إشراقات وإشارات سيدي علي الخواص

من إشراقات وإشارات سيدي علي الخواص    وسمعت سيدي عليا الخواص -رضي الله عنه- يقول:  لا ينبغي إظهار الأعمال إلا للأكابر من العلماء والصالحين الغواصين على دسائس النفوس وأما أمثالنا فربما يظهر الواحد منا أعماله رياء وسمعة وتلبس عليه نفسه وتقول له أنت بحمد الله من المخلصين وإنما تظهر هذه العبادة ليقتدي بك الناس فينبغي لمثل هذا أن يمتحن نفسه بما لو جاء أحد يفعل ذلك الخير وتنقاد الناس له مثله أو أكثر منه فإن انشرح لذلك فهو مخلص وإن انقبض خاطره فهو مراء دق المطرقة ولو أنه كان مخلصا لفرح بذلك أشد الفرح الذي قيض الله -تعالى- له من كفاه المؤونة [ أي كفاه مشقة تعليم هؤلاء ] ثم إن قالت له نفسه إنما تشوشت لفوات الخير العظيم الذي كان يحصل لك من حيث هو خير فليقل لها:  إني معتمد على فضل الله لا على الأعمال فإن دخلت الجنة فإنما هو برحمة الله -تعالى- لا بعملي فينبغي للعبد أن لا يصغي لدعوى نفسه في الإخلاص وليمتحن الشيخ أو المدرس نفسه بما إذا فرت جماعته كلهم منه إلى شخص من أقرانه وبقي وحده لا يجد أحدا يتمشيخ عليه فإن انشرح لذلك فهو مخلص وإن حصل في نفسه حزازة فالواجب عليه أن ي...

نفحات العلي الوهاب من فيوضات فاتحة الكتاب - الشيخ أحمد معزوز زاوية الشريف بلقايد

النـــُّور الأسنى في كشف معنى التَّسليم

النـــُّور الأسنى في كشف معنى التَّسليم سلّم: دفع إليه الشيء، وتسلم: أخذه.  والتسليم بذل الرضا بالحكم.  والتَّسليم أيضا: السَّلام. وأسلم: دخل في السِّلم وهو الاستسلام.  وأسلم: من الإسلام.   وأسلمه: أي انقاد والسلام من التسليم، والاستسلام.  والسَّلام: اسم من أسماء الله، وهو البراءة من العيوب. وقلب سليم: يعنى سالم.  تسليم: سلامة، وسلمه الله منها. وبعد التدقيق في ما سلف من المعاني يتضح أنَّ التَّسليم هو: استسلام لعقيدة التَّوحيد، وبذل الرِّضا بأحكامها ممن أسلم وجهه لله منقادا له، وراضيا بشرائعه، وممتثلا لحكمه، فمن سلَّم دخل في السِّلم والتَّصالح، وتجلى عليه المولى باسم السلام فبرأه من العُيوب، وزينه بالجمال والكمال والجلال، وجعله عبدًا نورانيًا في أذكاره، محمديا في أخلاقه، معافا من الشائنات، وسالما من المهلكات. فالتسليم راحة للقلب، وطمأنينة للنفس، وحرز للروح، وسلامة القلب من الآفات المعطلات لسلطان الإرادة، والحاجبة للمرادات الروحية كالسبح في ملكوت الآيات الكونية، وفى ملكوت المعاني القرآنية، ومشاهدة أسرار المبهمات الحسية والمعنو...

من إشراقات العارف بالله السيد محمد المهدي عبد الله القاوقجي الشاذلي

من إشراقات العارف بالله  السَّيد محمَّد المهدي عبد الله القاوقجي الشَّاذلي - ثلاثة من العقل:  الاستعداد للرحيل، والعمل بالتنزيل، والقناعة  بالقليل. - ثلاثة من الغباء والجهل:  الأمل بدون عمل، وأداء العبادة على عجل،  وفعل الفاحشة بدون خجل. - ثلاثة من الرفعة:  عفة اللسان، وقلة الكلام، وترك فعل العوام. - ثلاثة من الحكمة:  العمل للآخرة، وطهارة الذاكرة، وهجر الفئة  الفاجرة. - ثلاثة من الهوان:  التطلع إلى ما في أيدي الناس، وموت الشعور  والإحساس، والدخول فيما  لا  يعني من كلام الناس.

تبسيط أصول الدين - أقسام الحكم

أقسام الحكم تعرفنا سابقا على الحكم العقلي، وتعرفنا على أقسامه وهي الوجوب والاستحالة والإمكان، وتعرفنا على المحكوم عليه وهو إمكان وجود معلوم معين، وتعرفنا على أنه حكم مستفاد من العقل. وقلنا إنه توجد أحكام أخرى غير الحكم العقلي، وهي أربعة أنواع رئيسية بما فيها الحكم العقلي. ١- حكم الشرع: أي الحكم المستفاد من الشرع. ٢- حكم العقل: أي الحكم المستفاد من العقل. ٣- حكم العادة: أي الحكم المستفاد من العادة. ٤- حكم الوضع: أي الحكم المستفاد من اتفاق أهل صنعة أو فن معين بحسب وضعهم أي اتفاقهم واصطلاحهم. ولكل نوع منها مجاله الذي يعمل فيه ولا يجوز أن يعمل في غيره. فعلى سبيل المثال عرفنا أن مجال عمل الحكم العقلي هو الحكم على إمكان وجود معلوم معين. فما هو مجال عمل حكم الشرع وحكم العادة وحكم الوضع؟ ومعرفة مجال العمل لكل منها من الأهمية بمكان، لأن الخلط في مجال العمل يؤدي إلى الفوضى الفكرية التي نعيشها حاليا. ومعرفة مجال عمل كل نوع منها قد يساهم بشكل كبير بإذن الله في تصحيح المفاهيم. وفي المقالات القادمة بإذن الله نتعرف على كل نوع منها. تعرفنا سابقا على الحكم العقلي واليوم بإذن ا...

تبسيط أصول الدين - الوجود والعدم

الوجود والعدم عرفنا أن حقائق الأشياء ثابتة وأن العلم بها متحقق، خلافا للسفسطائية الذين أنكروا الحقائق وبالتالي أنكروا العلم. وعرفنا الفرق بين العلم القديم، الذي هو علم الله سبحانه وتعالى، وبين العلم الحادث المخلوق الذي هو علمنا نحن. والعلم يتعلق بالمعلوم تعلق انكشاف، أي أن العلم لا يؤثر في المعلوم. ويمكن تقسيم المعلوم باعتبارين: 1 - باعتبار الوجود أو العدم. 2 - باعتبار إمكانية الوجود. أما بالاعتبار الأول، فكل معلوم إما أن يكون موجودا وإما أن يكون معدوما، ولا واسطة بين الاثنين. وأما بالاعتبار الثاني، فإننا نقسم المعلوم من حيث إمكانية وجوده إلى ثلاثة أنواع: 1 - واجب الوجود. وهو المعلوم الذي لا يقبل العدم. فلا يتصور في العقل عدمه أصلا. 2 - مستحيل الوجود. وهو المعلوم الذي لا يقبل الوجود. فلا يتصور في العقل وجوده أصلا. 3 - ممكن الوجود. وهو المعلوم الذي يقبل الوجود ويقبل العدم لذاته. فيتصور في العقل وجوده كما يتصور في العقل عدمه.