التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العَارفِ بالله السَّيد محمَّد بن عبد الرحيم النُشَّابي الحسني

                                العَارفِ بالله السَّيد محمَّد بن عبد الرحيم النُشَّابي الحسني

هو العالم العلامة، والحبر الفهامة، مرشد السالكين، ومربي المريدين، سيدي محمد بن عبد الرحيم النشابي الحسني الشافعي الشاذلي الأحمدي الطنتدائي.
 شريف حسني من جهة أبيه وحسيني من جهة أمه.
وهو: محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوارث بن خليل بن علاء الدين بن إبراهيم بن جمال الدين بن محمد بن الأخضر بن داود بن أحمد بن محمد بن حسن بن محمد بن عبد الله أبي نشابة (سيدي عبد الله أبي نشابة ضريحه بالضهرية من قرى محافظة البحيرة وإليه تنسب الأسرة, وكان من أصحاب القطب الدسوقي) بن مرعي بن أحمد القناوي بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن يونس بن سلامة أبي الأنوار عن ترك بن سلامة الأواب بن إبراهيم بن علي بن محمد بن داود بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي ابن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود صلى الله عليه وسلم.
ولد عام 1261هـ (1845م) وكان من أكبر علماء الأزهر وأول من تولى مشيخة معهد المنشاوي بطنطا بل وكان من أفقه مشايخ الجامع الأحمدي بطنطا وكان علماً من أعلام الفكر وقادة المتصوفة الذين حملوا مشاعل النور والمعرفة ممن استأثرت بهم مدينة طنطا.
 وكانت له حلقة علم شهيرة بالمسجد الأحمدي. وله مجموعة من المصنفات منها:
«رسالة في آداب الطريق».
 «مجموع الأوراد المسمى «مدام الاستبشار في دوام الاستغفار».
 وله قصيدة تسمى الحصن الفخيم ذكر فيها نسب القطب الشاذلي.
 تلقى سيدي محمد عبد الرحيم الطريق الشاذلي عن سيدي أبي المحاسن القاوقجي المتوفى سنة 1305 هـ بمكة المكرمة وصاحب المدرسة الصوفية المعروفة باسم «القاوقجية الشاذلية»
وبذا فإن سيدي محمد عبد الرحيم هو مؤسس فرع هذه المدرسة وهي الطريقة النشابية القاوجية الشاذلية.
ويصف (فريد دي يونج) انتشار طريقة القاوقجي في مصر فيقول: «.. وكان انتشار هذه الطريقة في مصر يرجع أساساً إلى النشاط الذي بذله واحد من خلفاء أبي المحاسن ألا وهو محمد عبد الرحيم النشابي» (1266-1237: 1850-1919) الذي نشر الطريقة في طنطا والقرى المجاوزة أهـ. وكانت مدينة طنطا هي مقر دعوة الشيخ محمد عبد الرحيم رضوان الله عليه حيث كثر اتباعه ومريدوه بها, وكان له بحي (سيجر) بطنطا ساحة كبيرة للذكر ولإطعام الطعام واستقبال ضيوف سيدي أحمد البدوي. ولقد أنفق الشيخ كل ماله في سبيل الله.
ولقد روى عنه أن ماله لما نفذ من كثرة كرمه عزم على أن يترك طنطا خفيةً حياءً لأنه ليس عنده ما يقري به الضيوف وفي اليوم الذي عزم فيه على ذلك ذهب إلى المسجد الأحمدي لأداء صلاة الفجر وبعد الصلاة استأذنه في مغادرة طنطا وعندما هم بالانصراف استوقفه أحد أعيان محافظة الغربية وقال له: أنت الشيخ محمد عبد الرحيم, قال: نعم, قال: أرسلنا لساحتك عربة كبيرة مملوءة لكل ما يلزم الضيوف لمدة شهر وستكون هذه عادة مستمرة إن شاء الله فأخذ الشيخ حال وجد وشكر وارتجل على الفور قصيدة امتدح فيها السيد البدوي على كرمه ومروءته مع أحبابه.
وكان الشيخ النشابي معاصراً للقطب محمد العقاد الكبير بطنطا وكانت بينهما صلات روحية ومودة, بل كان الشيخ العقاد يكثر من زيارة سيدي محمد عبد الرحيم. وكان تلاميذ العقاد يقولون له إنك تكثر من زيارة سيدي محمد عبد الرحيم فيقول: ولم لا فكلما ذهبت إليه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده.
نقل سيدي محمد عبد الرحيم إلى جوار ربه في 26 جمادى الثانية سنة 1338هـ (1920م) ودفن في مقامه بمسجده في ضاحية سيجر بطنطا الذي شيد عام 1339هـ (1921م) وقد أعيد بناؤه مرة أخرى على نفقة وزارة الأوقاف وذلك في التسعينات.
هذا وقد ربى -رضي الله عنه- رجالاً صالحين فمن تشرف بالسلوك عليه فضيلة الشيخ محمد أحمد عمارة من علماء وأعيان الصوفية الذي وضع مؤلفاً بعنوان (مظاهر التكريم في مناقب مولانا السيد عبد الرحيم). كذلك ممن تسلك به وخلفه في طريقة القطب الكبير والعارف المعاصر سيدي عبد الرؤوف عون.

هذه الترجمة منقولة من جامع السيد شريف الحمضي

:

وأروي الحديث الشريف بالإجازة العامة من طريق شيخنا العلامة المسند
محمد بن عبد الرحيم جاد بدر الدين، عن والده الإمام العلامة الشيخ عبد الرحيم جاد بدر الدين، الذى عُمِّرَ 124 عاما، عن السيد محمد عبد الرحيم النشابى الحسني القاوقجي، عن شيخه الإمام المسند الكبير البركة سيدي أبى المحاسن محمد بن خليل القاوقجى، عن شيخه الإمام القطب سيدي محمد البهي. –رضي الله عنهم-

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السند المبارك في الطريقة القاوقجية الشاذلية

السند المبارك في الطريقة القاوقجية الشاذلية المقدمة ِبسْمِ الله الرَّحْمن الرَّحيم الحمد لله الذي أفاض على أولياءه بصنوف المعارف اللدنية، والرقائق والحكم الإلهامية، وتوجهم بتاج الكرامة والفيوضات العرفانية، ونور بواطنهم بالأنوار الإحسانية واصطفاهم  وخصهم لحضرته العلية. والصلاة والسلام على حقيقة الحقائق الربانية، وسر أسرار المقامات الاصطفائية، النور الذي أضاء العوالم العلوية والسفلية، الرحمة الشاملة لجميع العوالم الوجودية. وعلى آله سرج الهداية، وأقمار الولاية، ونجوم الأمان لأهل الأرض. وعلى أصحابه الذين تتزين بسيرتهم المجالس، وتتعطر بذكرهم المحافل، أساطين العلوم، وأرباب الفهوم. وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. أما بعد: يقول العبدُ الفقير الذليل، الرَّاجي عفو ربه الجليل، أبو صُهيب فتحي بن سَعيد بن عُمر بن أحمد بن خليل، الحُجَيري نسبًا، المالكي مذهبًا، الأشعري عقيدةً، القاوقجي الشَّاذِلي طريقة لقد شرفني الله "سبحانه وتعالى" وسلكت طريق السَّادة الصَّوفية القَاوقْجِيَّة الشَّاذِليِّة، سنة اثنتا عشر وأربعمائة وألف من الهجرة النبَّوية، وكان عمري آن ذاك ما يقرب من ال...

نبذة عن حياة الشريف، إسماعيل النقشبندى -رضى الله عنه-

نبذة عن حياة الشريف،   إسماعيل النقشبندى -رضى الله عنه- هو الحسيب النسيب، سليل بيت النبوة والفتوة، مولانا الإمام الشريف إسماعيل بن تقاديم بن رحمة، بن الأمير أحمد أبو سليمان، بن الأمير سعيد، بن الأمير سعد، بن الأمير زيد الحسني، وأمه هى الشريفة رية بنت الإمام محمد أبو بكر الميرغني، وشقيقة كل من القطب الكبير سيدى محمد عثمان الميرغنى، وسيدى الإمام عبد الله الميرغني، مفتى مكة والشريفة مريم أم  القطب العظيم سيدى محمد بن ناصر الإدريسى المشيشى المغربى. ولد شيخنا -قدس الله سره- فى الحادى عشر من شوال سنة ١٢١٦هـــ من هجرة النبى -صلى الله عليه وسلم-، فى قرية الدنيق بمديرية بحر الغزال بجنوب السودان، حيث هاجر جده اليها من مكة لظروف سياسية أجبرته على ذلك. حفظ الشيخ القرآن الكريم مبكرا، ثم ألحقه جده الشريف (رحمة ) بمحضرة سيدى المختار الكنتى بصحراء أزواد من بلاد شنقيط، ومكث بها عشر سنين تضلع فيها من العلوم العربية والشرعية على سيدى المختار الكنتى الشنقيطى، ثم على ولده وخليفته سيدى محمد المختار، وفى عام ١٢٣٥هــ التحق -رضى الله عنه- بالأزهر الشريف وأخذ عن علمائه الأجلاء ، وعاد...