العشوائية الفكرية تسببت في ظهور الإخوان، والسلفيين، والدواعش، والعلمانيين، والمتشيعة، والمتفلسفة، وغيرهم الكثير.
وحل هذه العشوائية موجود بالفعل، ولا يحتاج إلى اختراع مناهج علمية جديدة.
والحل يكمن في دراسة علوم أهل السنة والجماعة وهي كما يلي:
١- العقيدة السنية الأشعرية، أوالماتريدية، التي هي عقيدة السلف الصالح والخلف الناجح.
٢- الفقه السني، الحنفي، أو المالكين أو الشافعي، أو الحنبلي.
٣- التصوف السني الجنيدي.
وهذا هو طريق أهل السنة والجماعة، خلافا لجميع الفرق المنحرفة.
أما القول بأنَّ هؤلاء قد ضلوا عبر العصور والقرون، كما يقول الوهابية بدعوى اتباع السلف، أو كما يفعل البعض هذه الأيام بدعوى التقدم أو الحضارة، أو اتباع أهل البيت، أو غيرها من الدعاوى، فهذه المسالك كلها غير صحيحة بالمرة.
أما اتباع السلف فالمنهج المذكور عاليه منقول بالإسناد المتصل عبر العصور والقرون إلى السلف، وإلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، خلافا للحشوية، والمجسمة، الذين ادعوا اتباع السلف -رضي الله عنهم-.
وأما اتباع أهل البيت، فأهل البيت وعلماؤهم على مر العصور هم أكابر أهل السنة والجماعة، ومنهجهم هو المنهج المشار إليه أعلاه، خلافا للمعتزلة والشيعة، الذين ادعوا اتباع أهل البيت -عليهم السلام ورضي الله عنهم-.
وأما الحضارة والتقدم، فاتباع المنهج المشار إليه أعلاه هو أساس الحضارة، لأنه أساس الفكر والسلوك السليم، وهو ما حدث عبر التاريخ، ولم نعاني من التأخر إلا عندما أهملت دراسة هذا المنهج.
فالحل يبدأ من الاهتمام بتعلم المنهج السليم، والله هو الموفق إلى الخير والصلاح.
من هم أهل السنة والجماعة؟
علوم الدين الثلاثة الرئيسية وبيان مذهب أهل السنة والجماعة من حديث سيدنا جبريل -عليه السلام-
من هم أهل السنة والجماعة؟
علوم الدين الثلاثة الرئيسية وبيان مذهب أهل السنة والجماعة من حديث سيدنا جبريل -عليه السلام-
عن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام.
فقال له: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.
قال : صدقت.
فعجبنا له يسأله ويصدقه.
قال: أخبرني عن الإيمان.
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
قال: صدقت
قال: فأخبرني عن الإحسان.
قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قال: فأخبرني عن الساعة.
قال: ما المسؤول بأعلم من السائل.
قال: فأخبرني عن أماراتها.
قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان.
ثم انطلق فلبث مليا،
ثم قال: يا عمر، أتدري من السائل؟
قلت: الله ورسوله أعلم.،
قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.
صدق رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وكما رأينا من هذا الحديث العظيم، أن هذا هو الحديث الأساسي والمدخل لتعلم علوم الدين، وذلك لأن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- قال في آخره: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.
فمن أراد أن يتعلم الدين على منهج سليم، فهذا هو المنهج السليم.
والحديث يبين أن المنهج السليم لتعلم الدين هو أن علوم الدين كلها تصب في ثلاثة علوم رئيسية، وهي كما يلي:
1- الإسلام: وهو ما يسميه العلماء باسم علم الفقه. وهذا العلم ينبني على علم أصول الدين.
1- الإسلام: وهو ما يسميه العلماء باسم علم الفقه. وهذا العلم ينبني على علم أصول الدين.
2- الإيمان: وهو ما يسميه العلماء باسم علم العقيدة، أو علم أصول الدين، أو علم التوحيد، أو علم الكلام، أو علم الفقه الأكبر.
3- الإحسان: وهو ما يسميه العلماء باسم التصوف. والتصوف علم وعمل. والتصوف ينبني على العلمين السابقين، أي أصول الدين والفقه.
والرسول -عليه الصلاة والسلام- نقل علوم الدين كلها للصحابة بدون تمييز بين مواضيعها. ثم أتى العلماء بعد ذلك فتخصصوا في علوم الدين، فمنهم من تخصص في العقيدة ومنهم من تخصص في الفقه بعد أن أحكم العقيدة، ومنهم من تخصص في التصوف بعد أن أحكم العقيدة والفقه.
وظهرت الفرق وكل منهم يتعلم العقيدة والفقه والتصوف على طريقته، وبقي أهل السنة والجماعة على المنهج السليم بالإسناد المتصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وأئمة أهل السنة والجماعة عبر العصور في الأقسام الثلاثة السابقة هم الذين اتبعوا السلف الصالح في الإيمان والإسلام والإحسان، وهم كما يلي:
1- الإيمان أو العقيدة: الإمام أبو الحسن الأشعري، والإمام أبو منصور الماتريدي ومن سار على نهجهما.
2- الإسلام أو الفقه: الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل، ومن اتبعهم.
3- الإحسان أو التصوف: الإمام الجنيد، ومن سار على نهجه مثل الإمام أبو الحسن الشاذلي، والإمام أحمد الرفاعي، والإمام عبد القادر الجيلاني، والإمام محمد الخلوتي ، والإمام إبراهيم الدسوقي، والإمام أحمد البدوي، والإمام عبد الله النقشبندي، وغيرهم -رضي الله عنهم جميعا- ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فهؤلاء الأئمة المذكورين هم أئمة الدين وأئمة الهدى، وأئمة أهل السنة والجماعة، والمنهج المذكور عاليه هو منهج أهل السنة والجماعة، المأخوذ من حديث سيدنا جبريل -عليه السلام-.
وكما نرى، فإن علم أصول الدين هو أساس كل العلوم، وأن علم الفقه ينبني على علم أصول الدين، وأن التصوف ينبني على أصول الدين والفقه.
فالفقه السليم ينبني على العقيدة السليمة، والتصوف السليم ينبني على العقيدة السليمة والفقه السليم، وبدون ذلك فهي الفوضى والاضطراب الفكري والسلوكي.
ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفق جميع المسلمين لتعلم العلم النافع على المنهج السليم، وأن يوفقنا جميعا إلى السلوك السليم المبني على العلم السليم، بحق جاه نبينا المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-، اللهم آمين.