الْعِلْم الضَّرُورِيّ وَالْعِلْم النَّظِرَيِّ قَلّنَا سَابِقا أنّ حَقَائِق الْأَشْيَاء ثَابتة، وَالْعِلْم بِهَا وَالْعِلْم الَّذِي يَتَّصِف بِهِ الْإِنْسَان هُوَ عَلِم مَخْلُوق، أَيُّ حَادِث يَخْلُقهُ اللَّه -سُبْحَانهُ وَتُعَالَى- فِي الْإِنْسَان. وَالْعِلْم الْمَخْلُوق نَوْعَانِ: عُلِم ضَرُورِيّ: وَهُوَ الْعَلْم بِدُونَ نَظَر، وَاِسْتِدْلَاَل، وَتَفْكِير، وَمُعَنى كَوْنهِ ضَرُورِيّ أَي:ّ أنّ الْإِنْسَان يَجِد نَفْسهُ مُضْطَرّا إِلَى ذَلِكَ الْعَلْم، بِحَيْثُ لَوْ حَاوَل أَنْ يَدْفَعهُ عَنْ نَفْسهُ فَلَنْ يَسْتَطِيع. وَمَثَّال الْعِلْم الضَّرُورِيّ: علْمنَا بِأَنَّ الْوَاحِد نَصِف الاثنين، فَهِي مَسْأَلَة بَديهِيَّة لَا تَحْتَاج إِلَى نَظَر، وَلَا إِلَى اِسْتِدْلَاَل، وَلَا إِلَى تَفْكِير، وَإِذَا مَا حَاوَلْنَا أَنْ نقْع أَنَفْسنَا بِغَيْر ذَلِكَ فَلَنْ نَسْتَطِيع فَهِي مِنْ الْعِلْم الضَّرُورِيّ الَّذِي نَجِد أَنَفْسنَا مُضْطَرِّينَ إِلَيهُ بِحَيْثُ لَوْ حَاوَلْنَا أَنْ نَدْفَعهُ عَنْ أَنَفْسنَا فَلَنْ نَسْتَطِيع. عُلِم...