كلمة لأهل مصر فى زمن الفتن
منقول من الشيخ عصام أنس الزفتاوي
يا أهل مصر اعرفوا لبلدكم مكانها ومكانتها التى أراد الله لها
لتعرفوا لأنفسكم أىٌَ أمانة أمنكم الله عليها وأىٌَ وديعة استودعكم الله إياها.
* مصرُ بلد الواد المقدس فى قول سيدنا ابن عباس رصى الله عنهما {فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى}.
* مصر بلد الأرض المقدسة فى قول ابن عباس أيضا رضى الله عنهما {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة} المائدة ٢١.
* مصر بلد المتجلٌَى الذى تجلى له الله تعالى وليس فى الأرض متجلَّى سواه {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} الأعراف ١٤٣. والجبل فى الآية الكريمة هو طور سيناء فى قول كثير من المفسرين.
* مصر بلد جبل المناداة , جبل التقريب , جبل المناجاة {وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا} مريم ٥٢.
*مصر بلد جبل الموعدة الإلهية والتنزلات السماوية {وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى} طه ٨٠.
* مصر بلد الأمن لمن دخلها {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} يوسف ٩٩.
*مصر بلد الشجرة الطيبة المباركة {وشجرةً تخرج من طور سَيناء تَنبُتُ بالدُّهنِ وصِبْغٍ للآكلين} المؤمنون ٢٠.
*مصر بلد البقعة المباركة وبلد المناداة الإلهية {فلما أتاها نُودى من شاطئ الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إنى أنا الله ربُّ العالمين} القصص ٢٨ , {وما كنتَ بجانب الطور إذ نادينا} القصص ٤٦.
*مصر بلد الجبل الغربى {وما كنتَ بجانب الغربىِّ إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين} القصص ٤٤
*مصر البلد التى أقسم الله ببعضها فقال {والطور} , وقال {والتين والزيتون وطور سينين} وهو طور سيناء كما رجحه العديد من المفسرين, ونقل بعضهم الاتفاق على أن المقصود به الجبل الذى كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام.
*مصر نهرها هو اليم الذى احتضن كليم الله موسى عليه السلام طفلا فكان حضن اليم أكثر أمنا من حضن الأم {فإذا خفتِ عليه فألقيه فى اليم} القصص ٧.
*مصر التى جعلها الله هلكةً للجبابرة وجعل بحرها مغرقا للطغاة {فأخذناه وجنودَه فنبذناهم فى اليم وهو مُلِيم} الذاريات ٤٠, {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحرُ فانفلق فكان كلُّ فِرْق كالطودِ العظيم} الشعراء ٦٣.
*مصر خزائن الأرض كما سماها سيدنا يوسف عليه السلام {قال اجعلنى على خزائن الأرض}.
*مصر بلد الربوة التى آوت إليها سيدتنا مريم بابنها سيدنا عيسى عليهما السلام فى قول العديد من المفسرين فى قوله تعالى {وجعلنا ابنَ مريم وأمه آيةً وآويناهما إلى رَبْوةٍ ذات قَرارٍ ومَعين} المؤمنون ٥٠.
*مصر التى من هبطها فله ما سأل {اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم} البقرة ٦١.
*مصر بلد الجنات والعيون والكنوز والزروع والنعمة الفاكه أهلها والمقام الكريم التى أخرج الله منها فرعون وجنوده بكفره وطغيانه {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومَقام كريم} الشعراء ٥٨, {واترك البحرٓ رَهْوًا إنهم جند مغرقون كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومَقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين} الدخان ٢٤- ٢٧.
*مصر التى نهرها أحد نهرين ظاهرين فى أصل سدرة المنتهى كما فى حديث المعراج الشريف فى صحيح البخارى عن سيدنا مالك بن صَعْصعة رضى الله تعالى عنه مرفوعا.
*مصر التى أهلها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح مسلم عن سيدنا أبى ذر رضى الله تعالى عنه مرفوعا:"إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما" وفى رواية "فاستوصوا بأهلها خيرا" وفى رواية "ذمة وصهرا", أخرجها جميعا مسلم فى صحيحه.
فاحفظوا المرسلين والنبيين فى ذمتهم ورحمهم وصهرهم, وإذ كفاكم الله عدو الخارج فلا تخفروا بأنفسكم ذمة نبيكم ولا تخربوا بأيديكم بيوتكم.
* مصر التى أهلها أسلم الناس فى الفتنة لأنهم الجند الغربى على ما رُوى عن سيدنا عمرو بن الحَمِق الصحابى رضى الله عنه وصححه الحاكم وضعفه غيره مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم:"تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربى, قال عمرو بن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر", أخرجه الحاكم والطبرانى والبزار وابن قانع وابن عساكر. فحمل الجند الغربى على مصر, والواقع يشهد لصحة هذا الحديث وإن كان فى سنده شىء من ضعف فإن الواقع خير دليل وخير شاهد.
*مصر التى أهلها وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة,
*مصر التى جندها خير أجناد الأرض لما رُوى عن سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيرا فذلك الجند خير أجناد الأرض . فقال أبو بكر: ولم يا رسول الله ؟ قال: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة" أخرجه ابن عبد الحكم فى فتوح مصر وابن عساكر بسند لا بأس به فى المتابعات والشواهد ويحسن بها بإذن الله تعالى.
ولا يشككنك فى أمر بلدكم ورفعتها ما قيل من ضعف بعض أسانيد هذه الأحاديث , فإنه وإن ضعفت بعض هذه الأحاديث فهل ستضعف الآيات السابقة أم ستضعف أحاديث الصحيحين السابق ذكرها.
على أن ضعف بعض تلك الأسانيد مهما قيل فى ضعفها فإنها كافية فى فضائل الأعمال إجماعا.
*مصر مأوى أبى الأنبياء إبراهيم وولده إسحاق ويعقوب والأسباط ويوسف وموسى وعيسى عليهم السلام وفيها صهرهم خؤولتهم ورحمهم وفيها خؤولة سيدنا إبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم.
* مصر مأوى آل البيت إلى يوم القيامة, مصر مقام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
*مصر مجمع أهل القرآن وحفظته, مصر ملتقى الأئمة من كل علم ومذهب , ولم ينقطع عنها أهل الاجتهاد فى شتى العلوم منذ عهد الصحابة وإلى عهد السيوطى فى القرن العاشر كما ذكر فى حسن المحاضرة, بل وإلى عهدنا هذا.
*مصر التى شرفت بأن تكون نفقة الحرمين من ريعها وخزنتها ١٤ قرنا من الإسلام منذ فتحها سيدنا عمر فى القرن الأول وحتى القرن الماضى فكانت مؤنة الحرمين عليها لم تمنن مصر ولم تستكثر.
*يا أهل مصر ويا أحباب مصر لا تضيعوا الأمانة التى جعلها الله فى أعناقكم مصر
احفظوا بلدكم آمنة مطمئنة احفظوها كما أرادها الله كخزينة الأرض وذمة النبيين, والمقام الكريم ورَحِم المرسلين , وأمان الداخلين, وجنات وزروع وكنوز ونعمة الفاكهين , ومَهبط السائلين ورباط المسلمين إلى يوم الدين.
*يا أهل الواد المقدس احفظوا واديكم
يا أهل الأرض المقدسة لا تضيعوا أرضكم
يا أهل مصر الأمان احمدوا ربكم على نعمة الأمن والأمان واحذروا الكفران بنعم ربكم
يا أهل أرض التجلى إلى أين التولى
يا أهل أرض التقريب إياكم والتشريق والتغريب
يا أهل أرض التنزيل والمناداة, والموعدة والمناجاة تمسكوا بوحدتكم وباصطفافكم خلف جيشكم ودولتكم, فوحدتكم طوق النجاة.
يا أهل أرض الشجرة المباركة إياكم والخوارج وأهل التكفير والزندقة.
يا أهل الوادى الأيمن احذروا مصير من تشأم أو تيمن
يا أهل أرض الجبل الغربى تمسكوا بدينكم وهويتكم ووطنكم لا شرقى ولا غربى
يا أهل أرض القسم الإلهى أبروا الله فى قسمه واتقوا الله فى وطنكم تقوى رجل ربانى
يا أهل اليم الآمن اجعلوا وطنكم للسلام والأمان خير ضامن
يا أهل البحر المنفلق ألقوا كل باغ وعاد فى قعر جحيم منطبق
يا أهل خزائن الأرض فليعم خيركم البلاد بالطول والعرض
يا أهل الربوة ذات قرار ومَعين كونوا للحق والخير والعدل والجمال والسلم خير معين
يا أهل المهبط لكل سائل كونوا عن الشر خير حائل وعلى البغى خير صائل
يا أهل الجنات والعيون إياكم وفتنة كل تكفيرى عتل مفتون
يا أهل أرض الكنوز والزروع أنتم لوطنكم وحقكم ودينكم خير دروع
يا أهل أرض النعم بالحمد والشكر والاستغفار تدوم هى وتزول النقم
يا أهل أرض المقام الكريم احذروا مخططات كل أفاك كذاب لئيم
يا أهل وصية الرسول الأمين احفظوا بلدكم من شر المتربصين
يا أهل الجند الغربى أنتم أسلم الناس وخيرهم من فتنة أى زنديق أو ملحد أو تكفيرى
يا أهل الرباط إلى يوم القيامة الزموا رباطكم حتى قيام الساعة
يا أهل مأوى النبيين أنتم فى ضمنهم إلى يوم الدين
يا أهل خؤولة المرسلين الزموا الحق المبين
يا أهل رَحِم أولى العزم اغلقوا أبواب الفتن بكل حسم
يا أهل بلد القرآن حافظوا على بلدكم فى أمن ومحبة وأمان
يا أهل بلد الأزهر والفقه والعروبة والعلم والإيمان هل تدعونها لقمة سائغة لأهل الزور والطغيان
يا أهل النهر الظاهر من سدرة المنتهى بيدكم لا بيد غيركم تبنون وطنا لأنفسكم ولأولادكم ولكل لائذ بكم.
