بعض صفات خوارج العصر الحديث من أحاديث سيدنا رسول الله
إن الذي لا ينطق عن الهوى قد أخبرنا بصفة أشد الفرق وأخطرها على الإسلام ألا وهي فرقة الخوارج، وكان أول بداية لظهورها في العصر النبوي وكانوا وكان بدايتهم لا يعدون على الأصابع، ثم ظهرت بكثرة في عهد خليفة المسلمين سيدنا على (كرم الله وجهه) وقاتلهم قتالا عنيفا حتى أفناهم فلم يبقوا منهم إلا أفرادا، ثم توالى ظهورهم في العصر الأموي والعباسي، حتى جاء آخر الزمان فانتشروا كانتشار النار في الهشيم، وأصبحت لهم دول تساندهم بمليارات الدولارات من عوائد النفط، وبثوا سمومهم بين المسلمين، ونشروا عقيدة التجسيم والتشبيه لله تعالى عما يصفون، وطعنوا في العلماء والصالحين باسم الكتاب والسنة، والمحافظة على التوحيد، وسوف أسوق للقارئ اللبيب بعض صفاتهم التي أخبرنا بها المعصوم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولينظر القارئ عن من يتحدث سيدنا رسول الله.
1- تحقرون صلاتكم مع صلاتهم. ومعناه أنك إذا قارنت أيها المسلم صلاتك بصلاتهم فسوف تعد صلاتك لا تساوي شيئا مع صلاتهم، فأنت إذا صليت ورائهم فإنك سوف تقرأ ما معك من القرآن، وسوف يركع بعد فراغك بثلث ساعة.
فخطبهم تتجاوز الساعة، مخالفون سنة رسول الله التي كانت خطبته قصيرة، وصلاتهم تتجاوز الساعة، ولا يراعون المريض وذوا الحاجة والمسافر.
2- وصيامكم مع صيامهم. ومعناه أنك إذا قارنت صيامك بصيامهم فلسوف تحقر صيامك، فهم يحافظون على صيام السنن والنوافل.
3- وعملكم مع عملهم. ومعناه أنك تحقر طاعتك لله بجانب ما يظهرون من الطاعة.
4- ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم. ومعناه أن القرآن في أصواتهم فقط، لا ينزل لقلوبهم حتى يكسوها نورا ورحمة ومودة وشفقة على المسلمين، بل تراهم جفاة الطبع، يكفرون غيرهم، ويعتقدون أنهم هم الفرقة الناجية، وأنهم على الحق، وأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض بقتالكم الأبرياء، والطعن في العلماء، وبغض الصالحين، قالوا لك إنما نحن مصلحون.
5- يحسنون القيل. ومعناه أنهم مفوهون في الخطابة، وفي دروسهم، فإذا ما خطب في مكان اجتمع له الألوف من الناس منبهرين بكلامه وتأثيره.
6- ويسيئون الفعل. ومعناه أنهم يقولون ما لا يفعلون، يزهدون الناس في الدنيا، وهم أحرص الناس على الدنيا، يركبون السيارات الفارهة، ويسكنون القصور العالية، ويأكلون أطيب الطعام. ويبغضون الناس في الصالحين فتارة يرمونهم بفساد العقيدة، وتارة بالشرك والكفر، ويطعنون في عقائد أكابر علماء الأمة المحمدية كأمثال إمام الدنيا في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني، وإمام الدنيا في الفقه والورع والولاية الإمام النووي، وإمام الدنيا سلطان العلماء العز ابن عبد السلام، وحجة الإسلام الإمام الغزالي، وإمام المفسرين في العصر الحديث الشيخ الشعراوي، وغيرهم من ألوف العلماء الربانيين.
7- سيماهم التحليق والتسبيد. أي أن الصفة الغالبة قص شعر الرأس أو استئصاله، ولذلك كان السلف الصالح يطيلون شعورهم خشية أن تكون فيهم صفة من صفات الخوارج.
8- يقتلون أهل الإسلام. ومعناه أن جهادهم المقدس ليس ضد اليهود وإنما جهادهم في قتل المسلمين، وهذه العلامة من أوضح العلامات، فكم سفكوا من دم حرام في مصر والجزائر واليمن والسودان والمغرب، وكم قتلوا من شيخ وطفل بتفجيراتهم.
9- ويدعون أهل الأوثان. ومعناه أنهم لا يقاتلون أهل الكفر الذين استباحوا أعراض المسلمين كما هو الحال في فلسطين وغيرها من دول العالم.
10- يأتون في آخر الزمان. ومعناه أن منهم من يأتي قرب أحداث النهاية على وصف الخوارج الذين ظهروا في خلافة سيدنا علي (كرم الله وجهه).
11- قوم أحداث الأسنان. ومعناه أن معظمهم صغار السن، في سن الشباب؟
12- سفهاء الأحلام. ومعناه أن عقولهم تتصف بالسفه، والسفيه هو من فقد الحكمة في تصرفاته، فتراه أهوج متنطع، متشدد، يقتل ويكفر بدون وجه حق.
13- انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. الله أكبر وسبحان الله. هذه آية عظيمة تبين منهجهم وتعاملهم مع كتاب الله تعالى. فإن كل آية نزلت في حق الكفار يجعلونها على المسلمين، وهذا واضح جلي كالشمس في وقت الضحى فمن تصفح كتبهم وسمع خطبهم رأى ذلك واضحا جدا لا يخفى إلا على جاهل.
14- قولهم لا حكم إلا لله. وقد رد عليهم إمام الأئمة ابن عم سيدنا رسول الله بقولته الخالدة (كلمة حق أريد بها باطل) ومعناه أنهم من أكثر الناس دعوة لتحكيم كتاب الله تعالى، مع أنهم أجهل الناس بكتاب الله، لأنهم سوف يطبقون كل آية في كتاب الله نزلت على الكفار فيجعلونها على المؤمنين، وظنوا أن الشريعة فقط في إقامة الحدود كقطع يد السارق ورجم الزاني، حتى أنهم بغضوا الأجانب في الدين الإسلامي، ورسخت في فكرهم أن الدين الإسلامي دين سفك للدماء وانتشر بالسيف.
15- فقال له رسول الله :أنشدتك بالله هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في القوم أحد أفضل مني أو أخير مني ؟ قال : اللهم نعم. وهذا القول قاله الرسول الكريم لأحد الخوارج الذين ظهروا في عصره، ومعناه أنهم يظنون أنهم هم وحدهم على الحق دون سائر الفرق، وأنهم يظنون انهم هم الفرقة الناجية ومن سواهم سيدخل النار.
فهذه بعض صفات الخوارج التي وصفها لنا سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاحفظوها وادرسوها،
وتفهموها واشروها، وبلغوها لمن ورائكم.
وبعد أن قرأت وصف رسول الله عن الخوارج فمن يا ترى تنطبق عليه هذه الأوصاف؟
وكتبه / أبو صهيب الحجيري