قال السيد الشريف عبد العزيز الدباغ -رضي الله عنه-:
إن الذين ألفوا في كرامات الأولياء -رضي الله عنهم- وإن نفعوا الناس من حيث التعريف بالأولياء، فقد أضروا بهم كثيرا من حيث إنهم اقتصروا على ذكر الكرامات، ولم يذكروا شيئا من الأمور الفانية التي تقع من الأولياء الذين لهم تلك الكرامات، حتى إن الواقف على كلامهم إذا رأى كرامة على كرامة، وتصرفا على تصرف، وكشفا على كشف، توهم أن الولي لا يعجز في أمر يطلب فيه، ولا يصدر منه شيء من المخالفات ولو ظاهرا، فيقع في جهل عظيم لأنه يظن أن الولي موصوف بوصف من أوصاف الربوبية، وهو أنه يفعل ما يشاء ولا يلحقه عجز، وبوصف من أوصاف النبوة وهو العصمة.
الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز الدباغ (2/ 11).
قلت: وقد رأينا ممن تصدر للمشيخة والتعليم من يخطأ خطئا بينا واضحا، ويحود عن منهج أهل السنة والجماعة، ويخالف مسلك الصالحين، فإذا بين له أحد الناس ما وقع فيه من خطأ، خرج عليه معظموه ومريدوه وسلقوه بألسنة حداد، وسبوه وآذوه وهددوه بالويل والثبور، وأخرجوه من دائرة التصوف، واتهموه بكل التهم، بل وقالوا عنه بأنه داعشي ووهابي ويكره الأولياء والصالحين.
فاحذر يا مسكين فشيخك يصيب ويخطأ، والعصمة للأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، شيخك لم يجمع علوم الأولين والآخرين، بل فوق كل ذي علم عليم.
فتمسك بنهج الصالحين، والزم سنتهم وسيرهم فهذا نجاة لك من قواطع الطريق ومزالق السلوك.