التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2018

الأزهر الشريف.. بركة أرض الكنانة

الأزهر الشريف.. بركة أرض الكنانة لن تعرف قيمة الأزهر الشريف إلا لو جالست طلاب العلم من الأعاجم الذين تجشموا المصاعب وقطعوا الفيافي والقفار، وهجروا أوطانهم وأهليهم، ليتعلموا في هذا المعهد الأغر العتيق، لن تعرف هذهخ البركة الربانية إلا لو جالست طلبة لهم عشر سنين ما رجعوا لبلدهم مرة حتى ير الواحد فيهم أمه أو أبيه وهو يتنقل في مجالس العلماء حتى يتعلم علوم الشرع الشريف. بل إن الطالب منهم إذا حن لوطنه تجد أمه أو والده ينهره ويأمره ألا يرجع حتى يكمل دراسته. الأزهر الشريف يكفيه بركة أن كتاب الله المعجزة الخالدة التالدة يتلى في كلياته ومعاهده وأروقته. الأزهر الشريف هو نقطة التواصل الحقيقية بيننا وبين كل دول العالم. الأزهري إذا نزل في أي بلد بزيه الشهير ترمقه الأبصار، ويتزاحم عليه الخلق، يشمون منه عبق السيوطي وابن حجر والدردير، يشهدون في سمته الأكابر والجبال الرواسخ من أساطين أهل الولاية والصلاح والعلم. الأزهر قبلة العلم والعلماء ومحط رواحل طلاب المعرفة. الأزهر -أعلى الله مناره- هو المعهد الراسخ في حفظ علوم الشرع الشريف. الأزهر أخطر على الصهيونية من كل ال...

فائدة عُضَّ عليها بالنواجذ

فائدة عُضَّ عليها بالنواجذ: قال السيد الشريف عبد العزيز الدباغ -رضي الله عنه-: إن الذين ألفوا في كرامات الأولياء -رضي الله عنهم- وإن نفعوا الناس من حيث التعريف بالأولياء، فقد أضروا بهم كثيرا من حيث إنهم اقتصروا على ذكر الكرامات، ولم يذكروا شيئا من الأمور الفانية التي تقع من الأولياء الذين لهم تلك الكرامات، حتى إن الواقف على كلامهم إذا رأى كرامة على كرامة، وتصرفا على تصرف، وكشفا على كشف، توهم أن الولي لا يعجز في أمر يطلب فيه، ولا يصدر منه شيء من المخالفات ولو ظاهرا، فيقع في جهل عظيم لأنه يظن أن الولي موصوف بوصف من أوصاف الربوبية، وهو أنه يفعل ما يشاء ولا يلحقه عجز، وبوصف من أوصاف النبوة وهو العصمة. الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز الدباغ (2/ 11). قلت: وقد رأينا ممن تصدر للمشيخة والتعليم من يخطأ خطئا بينا واضحا، ويحود عن منهج أهل السنة والجماعة، ويخالف مسلك الصالحين، فإذا بين له أحد الناس ما وقع فيه من خطأ، خرج عليه معظموه ومريدوه وسلقوه بألسنة حداد، وسبوه وآذوه وهددوه بالويل والثبور، وأخرجوه من دائرة التصوف، واتهموه بكل التهم، بل وقالوا عنه بأنه داعشي ووهابي ويكره ا...

من مهمات التجديد في هذا العصر:

من مهمات التجديد في هذا العصر: على المتصدرين للتدريس لطلبة العلم في الأروقة العلمية أن يخصصوا درسا لدراسة نقد ونقض كتب الاستشراق، وخاصة المستشرقين اليهود، لأن كل فساد في المنهجية العلمية في القرنيين المنصرمين كان من خلال بث شبهات المستشرقين وترهاتهم على الكتاب والسنة والشريفة، وجلُّ المتصدرين في الفضائيات في الطعن في الشريعة مصدرهم كتب الاستشراق، والراصد للحركة العلمية في هذين القرنين المنصرمين سيجد هذا واضحا جليا بينا، حتى أنه صار المنهج الاستشراقي في البحث له الغلبة على المنهج الإسلامي. فالمنهج الاستشراقي قائم على تهوين المقدس، وحرية النقض وليس النقد، وخاصة في كل ما يتصل بالوحي الشريف. وقد ركز المستشرقون على أركان التبليغ الثلاثة (القرآن الكريم، والسنة الشريفة، وعلم التزكية والتربية). ففي القرآن، ابتدعوا نظرية (تاريخية النص) لقطع المسلمين وحجبهم عن كتاب الله -تعالى- وأثاروا الشبه حول مصدر القرآن هل هو وحي من الله لسيدنا رسول الله أم هو من الكتب السابقة والديانات الوضعية والثقافات التي كانت سائدة في عصر النبوة وما قبلها، ومنهم من أثار الشبهات حول تحريف القرآن ونق...

علم الكلام والتجربة الصوفية

دراسة علم الكلام لا بد أن يكون معها التجربة الصوفية الذاتية على أصول أهل السنة والجماعة حتى تتكامل المعرفة، ويتناغم العقل مع القلب، ويثمر هذا التمازج إنسانا كاملا، فدراسة علم الكلام دون التجربة الصوفية تثمر إغراقا في العقلانية دون الوصول إلى التذوق الإيماني والانجذاب القلبي، أما الاستغراق في التجربة الصوفية دون أصول علم الكلام فهو غالبا ما يثمر جهلا بالحقائق، وتصادم مع العقل، وحيرة في السلوك، وربما أدى به المطاف إلى السقوط في عقائد باطلة.

لا يرتجي الوصول من لم يتبع الرسول

لا يرتجي الوصول من لم يتبع الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أدرك المستشرقون تماما قوة البعد الروحي المبني على التزكية والتربية المؤصلة على أركان الأخلاق المستمدة من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وعلموا أن أكبر عقبة تواجههم في هدم الأديان والتلاعب بها والتحريف في قواعدها، لأن العقيدة المبنية على أسس التزكية عقيدة راسخة متينة تتجزر في عمق النفس الإنسانية، شجرة عتيقة أخرجت شطأها واستوت على سوقها. فاهتم علماء الاستشراق اهتماما بالغا بدراسة الجوانب الروحية عند المسلمين، فاهتموا بكتب وموسوعات أهل التصوف من أهل الله، سرقوا علوم أهل الله المبثوثة في مصنفاتهم، ثم وجهوا خطتهم حتى يهدمون أعظم ركن من أركان التبليغ وهو ركن (التزكية والتربية) لأنهم علموا أن أعظم ما يمدح به الإنسان هو (الخلق) فصاحب الخلق يدع للدين بدون أن ينطق بحرف، دون أن يصرخ في وجوه الناس بالمواعظ، دون أن يصنف أو يدبج المقالات، صاحب الخلق يحمل بين جنباته قوة روحية تهيمن على من ينظر إليه، وينجذب إليه الكل أينما رحل وإينما حل، صاحب الخلق يخترق بحسن خلقه القلوب القاسية فتلين له، ويوجه من يراه إلى الطريق المستقيم ...