برزخ الأولياء والعارفين ما بين العرش إلى الفرش، فلا يحصرهم ويقيدهم قبر طوله أمتار وعرضه أشبار.
فإذا كان العارف بالله قد أعطي في الدنيا مقام « كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» صحيح البخاري.
فإن كان هذا مقامه في الدنيا، فكيف يكون مقامه في عالم البرزخ؟ وكيف يكون مقامه يوم الحشر والنشور؟
فوالله ما كلمهم صادق إلا وسمعوه، ولو كانوا عند العرش، وما ناداهم محب واستغاث بهم إلا وأتوه في أقل من لمحة البصر، وما استغاث بهم مكروب إلا وجبر، فسلم تسلم، واعرف تغنم.