السيد محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- لا تشغله رؤية الخلق عن شهود الحق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا، فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلاَ رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي» أخرجه البخاري.
أقسم المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه لا يخفى عليه خشوعهم (أمر بواطنهم) ولا يخفى عليه ركوعهم (أمر ظواهرهم)، وهذا تزكية لهم من مقام المراقبة، فعلى المحب أن لا يغيب عنه شهود حضرة سيد الوجود لا ظاهرا ولا باطنا.
وفي النص دليل على أن سيدنا -صلى الله عليه وآله وسلم- هو نقطة مركز مدار الوجود، حيث إنه يرى من جميع جهاته (فمن يرى من وراء ظهره ومن أمامه) فهو يرى جميع الجهات، وهو نقطة مركز مدار الجلال وقطب فلك الجمال.
فهو كعبة أرواح وقلوب أهل السموات وأهل الأرض، والشقي حقا من لم يوجه قلبه وروحه له وينقاد لحضرته، ويسلم له تسليما.