الروحانية الحديثة ........ خدعة دجالية
قد تصدر بعض الأحوال من الزنادقة والملاحدة يظنها الجاهل أنها من خوارق العادات التي تنخرق لأولياء الله تعالى، وما هي إلا رياضات نفسانية، وقد وصل بالفعل كثير من الملاحدة لأحوال في ظاهرها العجب وضلوا بها من ضل، وفي عصرنا هذا يريدون إحياء هذه الأحوال النفسانية وهو ما يسمونه بالروحانية الحديثة، ومن زمن مضى فتنوا الناس في الشرق والغرب بما شاع من تحضير الأرواح، حتى أنني وقفت على أحد كبار العلماء ممن يشار إليه بالبنان وجوز لمن سأله عن تحضير الأرواح بأن تحضيرها جائز بل وله أصل.
وما شاع في هذا العصر تحت خدعة (الروحانية الحديثة) علوم الطاقة والوصول لنشوة (النيرفانا) والانسلاخ من الجسد، والتأمل على طريقة ملاحدة اليوجا، والغرض من بث هذه الأحوال النفسانية، تهيئة الناس لظهور الدجال الأكبر، الذي سيأتي بالعجب العجاب من هذه الأحوال النفسانية الشيطانية، حتى إنه ما هناك فتنة من أول الخلق إلى يوم القيامة أعظم من فتنة الدجال، ومن فتنه أنه يحيي الميت.
لكن أولياء الله تعالى المستمدة أحوالهم من النور القدسي في قلوبهم، يكشفون في كل عصر زيف هذه الأحوال الدجالية، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلاً عَنِ الدَّجَّالِ فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا قَالَ « يَأْتِى وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ فَيَنْتَهِى إِلَى بَعْضِ السِّبَاخِ الَّتِى تَلِى الْمَدِينَةَ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيْرُ النَّاسِ - أَوْ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ - فَيَقُولُ لَهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِى حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثَهُ فَيَقُولُ الدَّجَّالُ أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ أَتَشُكُّونَ فِى الأَمْرِ فَيَقُولُونَ لاَ. قَالَ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّى الآنَ - قَالَ - فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ ».
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ يُقَالُ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اهـ . أخرجه مسلم في صحيحه.
فمن سيكشف حقيقة الدجال الذي سيخدع الناس بأحوال نفسانية شيطانية ويدعي أنه (المسيح عيسى بن مريم) هو إمام الأولياء والعارفين سيدنا الخضر -عليه السلام-
وأسوق لكم حال ولي الله سيدنا محمد بن خفيف مع البرهمي الدجال في عصره:
ففي "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (3/ 153):
وحكى أن أبا عبد الله بن خفيف ناظر بعض البراهمة فقال له البرهمى إن كان دينك حقا فتعال أصبر أنا وأنت عن الطعام أربعين يوما فأجابه ابن خفيف فعجز البرهمى عن إكمال المدة المذكورة وأكملها ابن خفيف وهو طيب مسرور
وأن برهميا آخر ناظره ثم دعاه إلى المكث معه تحت الماء مدة فمات البرهمى قبل انتهاء المدة وصبر الشيخ إلى أن انتهت وخرج سالما لم يظهر عليه تغير.
قلت: ولسائل يسأل كيف نفرق بين كرامات الأولياء، وأحوال الزنادقة والملاحدة والمستدرجين؟
والجواب ، قد سطره السادة الأولياء من زمن فقالوا: إذا رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء، فانظروا كيف هو عند الأمر والنهي.
فمن كان متمسكا بالشرع الشريف (دين الإسلام) في أقواله وأفعاله وأحواله ظاهرا وباطنا، فهو على بينة من ربه.
أما من اتبع شرعة اليوجا أو طريقة براهمة الهند، وعلوم طاقة اليهود، فهذا أفاك أثيم ولو طار في الهواء ومشى على الماء، ودخل النار ولم تحرقه