الإسناد من خصائص الأمة المحمدية
لماذا يحاربون السنة النبوية الشريفة؟
لأن السنة النبوية قام من أجلها أعظم علم في فن التوثيق عبر التاريخ وهو علم مصطلح الحديث، حتى صار هذا العلم مفخرة نفاخر بها الأمم، لأنه لا يوجد هذا العلم عند أهل الكتاب، بل الشريعة عندهم يستحيل أن يسندوها إلى الأنبياء، فلا يستطيعون إقامة الأدلة على ما بأيدهم من شريعة.
فهم يحسدوننا والله على توثيق السنة الشريفة.
يقول الإمام مُحَمَّد بن حاتم بن المظفر:
"إنّ الله أَكْرَمَ هَذِهِ الأمة وشرّفها وفضّلها بالإسناد ، وليس لأحد من الأمم كلها ، قديمهم وحديثهم إسنادٌ ، وإنما هِيَ صحف في أيديهم وَقَدْ خلطوا بكتبهم أخبارهم ، وليس عندهم تمييز بَيْنَ ما نزل من التوراة والإنجيل مِمَّا جاءهم بِهِ أنبياؤهم ، وتمييز بَيْنَ ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار الَّتِيْ أخذوا عن غَيْر الثقات . وهذه الأمة إنما تنُصّ الْحَدِيْث من الثقة المعروف في زمانه المشهور بالصدق والأمانة عن مثله حَتَّى تتناهى أخبارهم ، ثُمَّ يبحثون أشد البحث حَتَّى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ ، والأضبط فالأضبط والأطول مجالسةً لِمَنْ فوقه ممن كَانَ أقل مجالسةً . ثُمَّ يكتبون الْحَدِيْث من عشرين وجهاً وأكثر حَتَّى يهذبوه من الغلط والزلل ويضبطوا حروفه ويعدوه عداً.فهذا من أعظم نعم الله تَعَالَى عَلَى هَذِهِ الأمة".
وقَالَ الْحَاكِم النيسابوري:
"فلولا الإسناد وطلب هَذِهِ الطائفة لَهُ، وكثرة مواظبتهم عَلَى حفظه لدرس منار الإِسْلاَم ، ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فِيْهِ بوضع الأحاديث، وقلب الأسانيد ، فإنَّ الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فِيْهَا كانت مبتراً".
ومن هنا كان لا بد من الطعن في رواة السنة الشريفة وسبهم وشتمهم وتخصيص برامج وخطط وبحوث ودراسات ومعاهد للطعن في الرواة والأسانيد حتى يتوصلوا إلى قطع الصلة بينك وبين سيد الخلق -صلى الله عليه وآله وسلم- وخلق جيل جديد فاقد الهوية متشكك لا يعرف من دينه أي شيء.
علم التوثيق هذا (يا بني آدم)
بهر علماء الاستشراق أنفسهم، فأنطقهم الله تعالى بالحق، وقديما قالوا: (الحق ما شهد به الأعداء):
يقول المستشرق شبرنجر Sprenger :
في مقدمته لكتاب "الإصابة" للحافظ ابن حجر العسقلاني:
[ لم تكن فيما مضى. . . أمةٌ من الأمم السَّالفة، كما أنه لا توجد الآن أمة من الأمم المعاصرة أتت في علم أسماء الرجال بمثل ما جاء به المسلمون في هذا العلم العظيم الذي يتناول أحوال خمسمائة ألف رجل وشؤونهم ].
ويقول المستشرق مرجليوث. David Samuel Margoliouth:
[ ليفخر المسلمون ما شاءوا بعلم حديثهم ].
اللهم بصر الأمة المحمدية بفخرها وعزها