العَارفِ بالله سيدي محمَّد الباقر بن إبراهيم بن جامع الأنصاري
هو الإمام الرباني، والعارف الصَّمداني، إمام أهل زمانه، شيخ عصره، ووحيد دهره، وفريد مصره، ومجدد الطريق الشاذلي، الحامل للواء السَّادة القاوقجية الشَّاذلية في صعيد مصر، الشيخ الزاهد، القانت، الخاشع، الورع، صاحب الأنفاس الصادقة، والنفحات المحمدية، والبركات العلوية، والمعارف الربانية، سيدي العارف بالله الشيخ محمد الباقر بن إبراهيم بن جامع الأنصاري نسبا، المالكي مذهبا، الشَّاذلي طريقة، الدراوي موطنا، ثم المنشاوي.
ولد (رضي الله عنه) في
مدينة (الأبيض) ببلاد السودان كما سمعت من العارف بالله الشيخ المُعمر ما يقرب من
المائة عام سيدي حسن بن سعيد عشري الدراوي "رضي الله عنه" من نجع (أبي
قيقر) بدراو والمتوفى في الواحد والعشرين من شهر يناير سنة ألفين من الميلاد
(21-1-200م) وقبره الشريف بجبانة (دراو) وهو من تلامذة سيدي محمد الباقر "رضي
الله عنه" ولقد زرته في بيته المبارك بصحبة أخي الفاضل الشيخ جابر بن مصطفي
بن أحمد بن عمران الجبلاوي –حفظه الله تعالى-، وفي هذه الزيارة سألت سيدي الشيخ
حسن سعيد عشري عن بعض مناقب سيدي محمد الباقر "رضي الله عنه" فأخبرني:
أن سيدي محمد الباقر الأنصاري ولد في مدينة (الأبيض) بالسودان. ورباه خاله، على
الجد والاجتهاد، وأكل الحلال، وأخبرنا أن الشيخ كان يأكل من عمل يده حيث كان يعمل
بتجارة الأقمشة (الثياب)، وحدثني سيدي حسن عشري، أن الشيخ –رضي الله عنه-
كان من أبر الناس بأمه لا يكاد يفارقها، شفوقا عليها، قائم بخدمتها، طائعا
لها، شديد الأدب معها، والرفق بها.
والشيخ (رضي الله عنه)
استوطن في مدينة دراو من أعمال أسوان، بجوار شيخه السيد العارف بالله سيدي محمد
عيد (رضي الله عنه) فتتلمذ على يديه، فتدرج في أحوال القوم، حتى صار يشار إليه
بالبنان وصار مقدما على أقرانه في العلم والعمل والحال، وأصبح وارثا لحال شيخه، أدبا،
وسلوكا، ومجاهدة، وشرب من معين أخلاق أهل الله، فأصبح من العارفين، وحينما أحس
العارف بالله سيدي محمد عيد الدرواي، بدنو أجله أرسل لتلميذه واختلى به في خلوة
خاصة من بين أقرانه في الطريق، وأوصاه بتحمل أمانة الطريق، وتحمل أمانه مسئولية
التربية وإرشاد الخلق، والقيام بمهام الطريق.
فأخلص في تربية المريدين،
يدلهم على الله (تعالى) بحاله ومقاله، وكان له مجلس عامر بالمسجد الكبير بالمنشية
قبلي، يدرس فيه الفقه والتفسير والتصوف من بعد صلاة العصر، فكان مجلسه مجلسا
مباركا تحفه النفحات والبركات، توافد إليه المريدون وطلاب التربية والتزكية من شتى
القرى، ومن مختلف المشارب، وكان مجلس الطريقة يعقد بعد صلاة العشاء، تقرأ فيه
الصلوات على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحزب النصر وحزب البحر
كلاهما للقطب الكبير سيدي الإمام الشاذلي أبي الحسن الشاذلي (قدس الله سره).
وكان مجلسه لا يستغرق
مقدار الساعة ثم يأمر تلامذته بالانصراف إلى بيوتهم.
وقد ربي الشيخ أئمة أعلاما
من أهل التربية والتزكية فكان من تلامذته سيدي العارف بالله شيخ شيخنا السيد عبد
العزيز المطيري الجعفري المسيدي، وسيدي الشيخ الصالح الحاج أبي الإرشاد المنشاوي،
ومنهم الشيخ المجذوب الصالح خضري أبو سليمان، وسيدي الشيخ عبد اللطيف الفخري.
جاهد العارف بالله سيدي
محمد الباقر في الله حق الجهاد، ونشر الطريق الشاذلي في كثير من البلاد والقرى في
صعيد مصر، وخاصة في محافظة أسوان، وترك تلامذة نجباء أخيارا صالحين.
بعد حياة حافلة بالعلم
ومجالس الذكر ومدح المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، انتقل سيدي محمد الباقر إلى
الرفيق الأعلى، في سنة [1967م] ، ودفن بمقبرة دراو بجوار أخيه الشيخ
بشير، وضريحهما بجوار أضرحة السادة الأشراف الأدارسة.
فرضي الله عن شيخنا السيد
محمد الباقر ونسأل الله (تعالى) أن يمدنا بمدده، وأن ينفعنا بعلمه.
كتبه:
العبد الفقير:
فتحي سعيد عمر الحجيري
القاوقجي الشاذلي.
